أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، أمس، أن ميليشيات في مصراتة تنفذ هجمات انتقامية على السكان المشرّدين من بلدة تاورغاء القريبة، التي كانت من معاقل الموالين للعقيد معمر القذافي خلال النزاع الذي استمر ثمانية شهور في ليبيا. وفي الوقت عينه أعرب رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، عن الأمل في «مشاركة» ليبيا الكاملة في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي رفضه الزعيم الليبي الراحل عام 2008.
وقال بوزيك، في ختام لقاء جمعه مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في العاصمة الليبية طرابلس، «نتوقع مشاركة كاملة لليبيا في الاتحاد من أجل المتوسط». ودعا ليبيا الى «أن تصدق في أسرع وقت على كل اتفاقات الأمم المتحدة التي تحمي حقوق الإنسان والأقليات والنساء»، مشيراً الى اقتراح تقدّم به البرلمان الأوروبي لتأهيل سياسيين ليبيين شباب لإرساء الديموقراطية في البلاد.
من جانبه، أشاد عبد الجليل بدور الاتحاد الأوروبي في إسقاط نظام القذافي، مؤكداً أن بلاده ترغب في رفع «مستوى التعاون مع الاتحاد الأوروبي بمستوى المساعدة التي قدمها الأوروبيون للثورة الليبية على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية».
من جهتها، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقراً، أنها تلقت تقارير موثوقاً بها بأن «ميليشيات من مصراتة تروّع السكان المشردين من تاورغاء، حيث تتهمهم بارتكاب فظائع الى جانب قوات القذافي في المدينة»، مضيفة إن ما خلصت اليه من نتائج يستند الى شهادات عشرات الأشخاص في أنحاء مختلفة من البلاد، كما وثقت المنظمة وقوع عمليات نهب واسعة، فضلاً عن إضرام النيران في منازل في تاورغاء، كان آخرها الأربعاء الماضي، ونقلت عن مسلحين قولهم إن سكان تاورغاء لا ينبغي أبداً السماح لهم بالعودة الى ديارهم «بعد ما فعلوه في مصراتة».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية عن غاري بيترز، الذي عمل حارساً شخصياً للساعدي معمر القذافي لسنوات، أنه كان ضمن فريق قاد النجل الثالث للزعيم الليبي الراحل، عبر الحدود الجنوبية الليبية باتجاه النيجر.
وبيترز عاد الى أونتاريو في أيلول الماضي، حيث يخضع للعلاج من طلق ناري أصيب به في كتفه أثناء تعرض القافلة التي كانوا يتنقلون بها لكمين بعد عودتهم أدراجهم الى ليبيا. وقال بيترز، الذي عمل حارساً شخصياً ضمن شركة «بلاكووتر» الأميركية الأمنية، إنه تحدث الى الساعدي هاتفياً منذ عودته الى كندا، وإنه يعتزم العودة الى النيجر خلال أيام. في غضون ذلك، تحدث المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، عن «أدلة دامغة» على تورّط سيف الإسلام القذافي في قمع الليبيين. وقال لوكالة رويترز خلال زيارة لبكين «لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين، بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم، وأيضاً الجوانب المالية التي كان يغطيها». في المواقف، قال الرئیس الإیراني محمود أحمدي نجاد، إن قوات حلف شمال الأطلسي ترتكب حالياً جرائم ضد الشعب اللیبي أكثر من الحكومة اللیبیة السابقة. وأضاف، خلال لقائه أمس مع أعضاء اتحاد الصحافة في العالم الإسلامي، إن «على الشعب اللیبي أن یبدأ مجدداً معارك طویلة الأمد ضد الاستعمار، لأن المحتلین یقومون حالیاً بتقسیم المصالح والثروات».
(أ ف ب)