الاحتجاجات في البحرين لا تزال متواصلة وبوتيرة متصاعدة، وسقوط القتلى أيضاً متواصل بسبب القمع المتمادي الذي تواجه به القوات الأمنية المحتجين، والضحية الأخيرة فتى لا يتجاوز 17 عاماًنعت جمعية «الوفاق» المعارضة، أمس، الفتى أحمد جابر القطان الذي قُتل برصاص قوات الأمن البحرينية في منطقة أبو صيبع غرب العاصمة المنامة. وقالت الجمعية في بيان إن أحمد أُصيب برصاص الشوزن المحرم دولياً في صدره من مسافة قريبة، على أيدي شرطة مكافحة الشغب في المملكة. ورأت أن «استشهاد الفتى جابر يأتي ضمن مسلسل القمع الممنهج ضد المطالبين بالديموقراطية في البحرين».
كذلك ذكر ناشطون بحرينيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحمد من بلدة الشاخورة قُتل إثر إصابته بإطلاق نار من قوات الأمن التي فرّقت تظاهرة في منطقة أبو صيبع غرب المنامة مساء الخميس. ونشر الناشطون صوراً لجثة الشاب في المشرحة، وأشاروا إلى أنه الشهيد الرقم 41 الذي يسقط خلال الاحتجاجات الشعبية منذ 14 شباط الماضي.
في المقابل، نقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن الوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة الداخلية قوله إنه سيُفتح تحقيق فوري لمعرفة ملابسات وفاة المواطن أحمد جابر، بعدما خلص تقرير الطبيب الشرعي للنيابة العامة إلى أنّ الوفاة جاءت نتيجة إصابة برصاص الشوزن، وتقرير مستشفى البحرين الدولي إلى أنّ سبب الوفاة يعود إلى هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية ما أدى إلى توقف القلب. وأشار المسؤول إلى أنه «ستُتّخذ الإجراءات القانونية بشأن الواقعة وفقاً لما ستسفر عنه نتائج التحقيق».
كذلك أوضح المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية البحرينية أن «غرفة العمليات الرئيسية تلقّت مساء الخميس بلاغاً من مستشفى البحرين الدولي يفيد بإحضار أحمد جابر (17 سنة) الذي توفي في ما بعد، حيث أشار تقرير المستشفى إلى أن سبب الوفاة يعود إلى هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية ما أدى إلى توقّف القلب».
وأضاف أن «مجريات الأحداث مساء اليوم نفسه تشير إلى أن أكثر من 20 شخصاً تجمهروا في منطقة أبو صيبع وقطعوا الطريق على المارة، الأمر الذي استدعى تدخل رجال الأمن لتفريقهم والتعامل معهم حسب الصلاحيات المعطاة لهم طبقاً للقانون، وجرى إخطار النيابة العامة بذلك، حيث انتقلت بدورها إلى مستشفى السلمانية الطبي لمعاينة المتوفى ومعرفة ملابسات الواقعة».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن جابر مات نتيجة سكتة قلبية. وأشارت إلى أن الأطباء لم يتمكنوا من إنعاشه، موضحة أن الادّعاء العام أمر بنقل جثته إلى مجمع السلمانية الطبي لإجراء تشريح لها وتحقيق كامل في أسباب الوفاة.
ولم تنف الوزارة في بيانها إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين. وقالت إن الشرطة استهدفت نحو 20 شاباً أغلقوا الطريق في منطقة أبو صيبع، وإنهم أضرموا النيران في حاويات القمامة، وزعمت أنهم هاجموا قوات الأمن حينما تدخلت. وأوضح بيان وزارة الداخلية أن الشرطة تعرضت لهجوم بعبوات حارقة وأحجار حين وصلت إلى المنطقة، وردّت بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الحشد.
(الأخبار، يو بي آي)