كيوسك | بداية مع الناشطات اللواتي صوّبن وجهة «الاحتفال» بالقرار وسألن الأسئلة الحرجة. وجيهة الحويدر لخّصت، في مقابلة مع مجلة «لو نوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسية، الحالة النفسية التي عاشتها معظم النساء السعوديات: «عندما سمعتُ الخبر صفّقت، لكن بعدما اطلعتُ عليه عن قرب، أُحبطت».
الحويدر لا تهلّل لقرار الملك ولا ترى فيه سوى «استمرار للخطوات الرمزية التي اتخذت سابقاً». الناشطة السعودية تنتقد «مغالطة الملك نفسه»، وتسأل «كيف يعطي حق الاقتراع لمن يعدّهنّ غير ناضجات؟» فلا يسمح لهن بالقيادة أو بالسفر.
تشكّك الحويدر أيضاً في صدقية القرار، خصوصاً أن موعد تطبيقه حُدّد بعد 4 سنوات «ما الذي يضمن أن لا يغيّر الملك رأيه في هذه الفترة؟».
«الاقتراع، لا يعطي المرأة السعودية او المواطن أي قوّة. فالنظام ملكي بامتياز والمجالس البلدية لا تتمتع بسلطة كبيرة»، من هنا انطلقت إيميلي راوهالا في مجلة «تايم» الأميركية لتشير الى أن الخبر الآتي من السعودية هو «خبر جيد، لكن ليس بقدر ما تظنون».
ترى الكاتبة أن «خطوة الملك المفاجئة جاءت لتهميش النقاش حول ما تطالب به الناشطات بوقف التعيين والسماح للنساء بقيادة السيارة».
الباحث الفرنسي، ستيفان لاكروا، في مقابلة مع صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية ذكّر أن القرار سيطبّق وفق الشريعة الإسلامية «ما سيضطرّ المسؤولين الى بناء غرف منفصلة مخصصة للنساء المنتخَبات اللواتي سيتشاورن مع باقي الأعضاء عبر شاشات».
لكن لاكروا يعرف بأن المجالس البلدية «ليس لها سلطة فاعلة»، لذلك يضع نفسه مكان الملك ويقوم بالحسابات السياسية فيستنتج: «إن حصول انتخابات تمثيلية حقيقية سيكون مكلفاً أكثر من أن تشارك بضع نساء في مجالس من دون سلطة».
وبين مداراة الملك وعدم إغفال «إنجازاته» وبين عدم التعامي عن «لائحة الحقوق المسلوبة الطويلة والمخجلة»، حاولت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها الحفاظ على ماء الوجه تجاه العائلة المالكة.
الصحيفة الأميركية أثنت على قرار الملك ووصفته بـ«الخطوة الأولى لنقل السعودية الى العالم الحديث»، لكنها أردفت قائلة إنها «غير كافية على الاطلاق».
قد يكون مقال سيمون هندرسون، في «فورين بوليسي»، الألذع. تحت عنوان «كل نساء الملك»، سلّط الكاتب الضوء على موضوع «التفتت والوهن في عائلة آل سعود». هو يرى أن الملك الحالي يبلغ 88 من العمر وولي العهد يبلغ 87 عاماً أي أن كليهما «قد لا يكونان حيين في مثل هذا الوقت من العام المقبل»، وخليفة الأخير الأمير نايف يصنّف «محافظاً جداً». لذا يبدي الكاتب خشيته من أن يقوم الملوك القادمون بنسف كل ما أنجزه الملك عبد الله. لكن هندرسون تناول مباشرة شخص الملك ووضعه الصحي. معلومات الكاتب تقول إن الملك لم يتخذ أي قرارات بنفسه في الفترة الأخيرة، نظراً لوضعه الصحي السيئ. أحد الدبلوماسيين أخبره أن الملك «يكون صاحي التفكير لساعات قليلة في اليوم».
هندرسون يضيف أن السماح للرئيس اليمني بالعودة الى بلاده مثلاً هو دليل على الخلل في اتخاذ القرارات في المملكة. الكاتب يبدي، من جهة اخرى، دهشته من قدرة الملك على الزواج والانجاب في سنّه المتقدمة. يلجأ هندرسون الى إحدى وثائق «ويكيليكس» التي تنقل عن دبلوماسيي الرياض أن الملك «لا يزال يدخّن بكثرة، ويُحقن بالهرمونات ويتناول الفياغرا بإفراط». «فهل هذا هو البلد الذي تريد السعوديات الاقتراع من أجله؟» يسأل الكاتب خاتماً مقاله.

ص.أ.