مع حلول الأسبوع المقبل، يتوقع أن تكون المعارك في ليبيا قد حُسمت، بعد إعلان الثوار استعدادهم لشنّ الهجوم الأخير على آخر معاقل العقيد سرت، إضافة إلى تأكيد أطلسيين أنّ مهمتهم شارفت على الانتهاءانتهت أمس الهدنة التي دعا إليها المجلس الانتقالي الليبي في مدينة سرت المحاصرة لتمكين السكان من المغادرة قبل شنّ الهجوم الأخير على حصن العقيد معمر القذافي، في وقت أعلنت فيه قوات الأطلسي انتهاء عملياتها خلال هذا الأسبوع.
وقال قائد القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا الجنرال كارتر هام إن الجزء الأكبر من الحرب قد استكمل وإن عمليات الحلف العسكري ضد ليبيا ستنتهي بحلول الأسبوع المقبل. وأوضح أن «حلف الأطلسي قد يقرر إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا (خلال اجتماع في بروكسل الأسبوع المقبل)، وذلك على الرغم من استمرار اختفاء القذافي ووجود قواته في نقاط حصينة داخل البلاد مثل سرت وبني وليد»، مشيراً إلى ضرورة قيام المجلس الانتقالي بالسيطرة «المعقولة على المراكز السكنية قبيل انتهاء مهمة حلف الأطلسي في ليبيا».
بدورهم، أكّد الثوار الليبيون أنهم يستعدون لشن آخر هجوم على مدينة سرت بعدما سيطروا على 80 في المئة من أحيائها ومغادرة معظم سكانها إلى مناطق أكثر أمناً. وقال القائد الميداني حسين التير: «سننفذ الهجوم الرئيسي عند التأكد من مغادرة معظم الأسر للمدينة»، مشيراً إلى أن الأمور قد تستغرق عدة أيام لمنح سكان المدينة المزيد من الوقت لمغادرتها قبل بدء المعركة.
وتبدو أوضاع السكان في سرت مزرية؛ إذ أعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام خضراوي، أن السكان المحاصرين في هذه المدينة يموتون بسبب عدم توافر الخدمات الطبية الأساسية، مشيراً إلى أن مستشفى ابن سينا قُصف بالصواريخ في أثناء زيارته مع وفد من اللجنة الدولية.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، قد أعلن أن قوات الحكومة الانتقالية ستدعو إلى هدنة ليومين لتمكين المدنيين من مغادرة مدينة سرت المحاصرة، مشيراً إلى أن هذه المهلة «بدأت الجمعة». وأضاف أن هذا الأمر «قد يعطي الفرصة لأكبر عدد من السكان لمغادرتها».
ورغم إعلان عبد الجليل هذه الفرصة، إلا أن المعارك تواصلت في سرت بين الثوار والقوات الموالية للعقيد القذافي. وتواجه قوات المجلس الانتقالي مقاومة عنيفة من قوات القذافي في سرت، وكذلك في بني وليد التي بدأت المعارك فيها قبل ثلاثة أسابيع.
وأقر عبد الجليل بأن الثوار لا يملكون «الإمكان لتنظيم هذه الجبهات؛ لأنها عبارة عن مناطق صحراوية، والمناطق التي تفصل بينها متباعدة، فضلاً عن أن المقاتلين هناك لا يملكون الخبرة الكافية ويفتقرون إلى التنظيم». لكنه أكّد أنّ «الجبهتين تسيران جيداً وهم (الثوار) يقاتلون ضمن خطة منظمة بين هاتين الجبهتين».
من جهة ثانية، قال عبدالجليل إن «النضال ليس معياراً للحصول على حقائب وزارية» في الحكومة الجديدة، التي تأجل إعلانها مراراً. وأضاف أن «المعيار هو الوطنية». وكان رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي، محمود جبريل، قد أعلن أنه لن يكون جزءاً من الحكومة الليبية المقبلة. وقال عبد الجليل إن «جبريل أدى دوره في هذه المرحلة الصعبة بنحو ممتاز، وكل شخص له عيوبه ومزاياه».
في سياق متصل، نفى جبريل التقرير الذي تحدث عن تزويد قطر أحد التيارات الإسلامية في ليبيا بالسلاح والذخائر. وقال لصحيفة «ليبيا الجديدة» إن مثل تلك التقارير مجرد شائعات تكرس نتائجها لمصلحة «أعداء البلاد».
هذا وأعلن المسؤول العسكري في المجلس الانتقالي، محمد عدية، أن نحو 5 آلاف صاروخ أرض جو من نوع «سام ـــــ 7» كانت في ترسانة السلاح التابعة لنظام القذافي، لا تزال مفقودة، معرباً عن أسفه من «أن بعضها قد يكون وقع بأيدي أشخاص من ذوي النيات السيئة في الخارج».
وعن آخر أخبار القذافي وعائلته، قال وزير العدل، المتحدث باسم حكومة النيجر، مارو أمادو، إن في الإمكان استجواب نجل القذافي، الساعدي، من قبل المجلس الانتقالي في النيجر بموجب الاتفاقية الثنائية بين البلدين، لكنه استبعد تسليمه لليبيا في أي وقت قريب. وعن الابن الآخر للقذافي، سيف العرب، ذكرت مجلة «در شبيغل» أن السلطات الألمانية تدخلت مراراً مع القضاء بين 2006 و2010 لمنعه من مواصلة ملاحقات كان قد بدأها بحق سيف العرب، وذلك خوفاً من تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وبين هذين العامين، فتحت الشرطة الألمانية 11 تحقيقاً بحق سيف العرب في قضايا تهريب أسلحة وممارسة العنف ضد أشخاص والقيادة من دون رخصة وإهانة شرطي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)