لم ييأس رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو عن ثني الفلسطينيين عن سعيهم إلى الاعتراف بدولتهم، فلحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نيويورك ودعاه الى بدء مفاوضات مباشرة تبدأ في نيويورك وتتواصل في رام الله والقدس المحتلة، في وقت بدأ فيه المستوطنون اعتداءاتهم، التي كانت قد توعدت بها دولة الاحتلال، ضدّ الفلسطينيين وأطلقوا عليهم الرصاص الحي.وأصدر نتنياهو، بياناً مساء أول من أمس، قال فيه «إنني أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلى البدء بمفاوضات مباشرة بيننا في نيويورك، وتستمر في القدس ورام الله، واقترحت على الرئيس عباس البدء في مفاوضات للسلام بدلاً من إهدار الوقت في خطوات أحادية الجانب وغير مجدية». وأضاف إن «خطوة أحادية الجانب ليست الطريق لدفع السلام بيننا، والطريق لتحقيق السلام هي بواسطة مفاوضات مباشرة لا من خلال تصريحات في الأمم المتحدة».
وتأتي أقوال نتنياهو في وقت التقى فيه عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقدم إليه طلب حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن الدولي.
وذكرت صحف إسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان في هذه الأثناء إلى إقناع دول أعضاء في مجلس الأمن، وخصوصاً الغابون والبوسنة وكولومبيا، بعدم تأييد الطلب الفلسطيني والتصويت ضده، لكي تعفي الولايات المتحدة نفسها من استخدام حق النقض «الفيتو» ضدّ الطلب الفلسطيني.
وكان السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال، دان شابيرو، قد أعلن خلال زيارته مدرسة يهودية للبنات المتدينات في القدس المحتلة أول من أمس أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد التصويت على الطلب الفلسطيني. ورأى أن التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو مصلحة مهمة لكلا الجانبين.
من جهة ثانية، هدد وزراء اسرائيليون بفرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية ردّاً على الخطوة الفلسطينية، وفي مقدمتهم وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان، الذي حذر من «العواقب الوخيمة» للمبادرة الفلسطينية، ومن الغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين. وكان يلمّح خصوصاً الى اتفاقات باريس عام 1994 بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تنص على قيام اسرائيل بتسديد ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية على البضائع التي يستوردها فلسطينيون وتمر عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية. وتمثل هذه الأموال التي تبلغ قيمتها 60 مليون يورو شهرياً ثلثي عائدات ميزانية السلطة الفلسطينية، وبدونها تصبح السلطة غير قادرة على دفع رواتب أكثر من 150 ألف موظف.
وفي سياق إعلان الدولة، أطلق مركز «بيريز» للسلام حملة يتحدث فيها عن أهمية أن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية فوراً وبلا تأخير، تحت عنوان «50 سبباً تفسر ضرورة الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية، قبل أي دولة أخرى في العالم».
ميدانياً، هاجمت مجموعة مكونة من نحو مئة مستوطن يهودي قرية فلسطينية شمال الضفة الغربية ورشقت بيوتها بالحجارة. وقال شهود إن مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين والمستوطنين في قرية عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس، وأطلق المستوطنون النار من اسلحتهم. وأضافوا إن مستوطنين من مستوطنة يتسهار القريبة دخلوا القرية ليهاجموا الناس ورشقوا بيوتهم بالحجارة.
وأُصيب العديد من الفلسطينيين بجروح، بينهم صحافي يعمل في وكالة «وفا» للأنباء الفلسطينية الرسمية، إذ ضربه المستوطنون أمام الناس، كما أعلنت مجموعة من النشطاء تراقب أنشطة المستوطنين أن فتى في الرابعة عشرة من عمره نقل الى المستشفى بعد اصابته بالغاز.
بدوره، أكد جيش الاحتلال أن قوات منه ومن حرس الحدود وصلت إلى القرية وأطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في محاولة منها للسيطرة على الوضع. وقالت متحدثة «هناك قوات تحاول تفريق الجانبين».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)