فيما سيطر الترقّب، أمس، على محيط مدينة بني وليد جنوبي شرقي طرابلس، أحد آخر معاقل أنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، حمّل نجل العقيد الليبي، الساعدي، شقيقه سيف الإسلام مسؤولية فشل المحادثات مع الثوار الليبيين من أجل استسلام باب العزيزية في طرابلس، حسبما أفادت شبكة «سي أن أن» الأميركية. وقال الساعدي للشبكة، في اتصال هاتفي، إن الخطاب «الحاد» الذي ألقاه شقيقه قبل أيام من الهجوم على العاصمة، أدى إلى انهيار المفاوضات ومهد الطريق أمام شن الهجوم. ورداً على سؤال عن مكان وجوده، قال الساعدي إنه «على مسافة غير بعيدة» من مدينة بني وليد، لكنه يتنقّل، موضحاً أنه لم ير والده أو أخاه منذ شهرين. وأكد نجل القذافي أنه «حيادي» وأنه يبقى «مستعداً للمساعدة على التفاوض على وقف إطلاق نار». وفي بنغازي، جدد المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي الليبي، العقيد أحمد باني، التأكيد أن نجلي العقيد المخلوع ورئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي، «خميس القذافي ومحمد السنوسي قتلا ودفنا». وأضاف أن خميس دُفن بالقرب من بني وليد، فيما دفن محمد في جنوب ليبيا. ميدانياً، قال نائب قائد الثوار في ترهونة (80 كيلومتراً شمالي بني وليد) عبد الرزاق ناضوري: «ننتظر الأوامر لبدء الهجوم» على بني وليد، حيث يعتقد أن القذافي وأعوانه يختبئون فيها. وأضاف ناضوري أن «الأمور هادئة حتى الآن، ولا تجري أية معارك رغم فشل المفاوضات»، متحدثاً عن احتمال «تمديد المهلة الممنوحة للمدينة للاستسلام حتى يوم السبت». وتابع: «نحن جاهزون للتعامل مع الحالتين». وجاءت تصريحات ناضوري بعد ساعات قليلة من إعلان فشل المفاوضات لضمان استسلام المقاتلين الموالين للقذافي في المدينة.
من جهة ثانية، أشار الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل إلى أن «عمليتنا تقترب على نحو كبير من النجاح، لكننا لم نبلغ ذلك بعد»، لافتاً إلى أن نهاية التدخل ستعلن «قريباً». وتابع راسموسن أن قرار إنهاء العملية يتوقف «على قدرة المجلس الوطني الانتقالي على ضمان حماية فاعلة للمدنيين». وطمأن المسؤول الأطلسي إلى أن حلفه «سيمضي حتى نهاية» العملية، لكنه «لن يبقى (في ليبيا) دقيقة واحدة أكثر من الوقت اللازم».
من جهة أخرى، أعلن أيان مارتن، وهو المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في طرابلس، أن المنظمة الدولية مستعدة لمساعدة السلطات الانتقالية الليبية في الإعداد للانتخابات.
وقال مارتن إن «المجلس الوطني الانتقالي وضع المساعدة في العملية الانتخابية في مقدمة المهمات التي يأمل أن يتلقى فيها مساعدة الأمم المتحدة، وقد قمنا بقسم مهم من العمل التحضيري».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)