طهران | أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده أوصلت رسالة واضحة إلى الأميركيين وحلفائهم، بأن الدعم الإيراني «التسليحي» لمحور الممانعة سيستمر. وأشار ظريف إلى أن هذه الرسالة مرّرت عندما كان البحث يتركز على البنود المتعلقة بالمنظومة الصاروخية البالستية، وموضوع منع تصدير واستيراد السلاح، وفق العقوبات الدولية التي فرضت عام 2007.
وزير الخارجية الإيراني كان واضحاً وصريحاً مع محاوريه، فقد أكد أن الدعم التسليحي لحلفاء طهران في المنطقة لن يوقفه أي قرار، سواء عن مجلس الأمن أو غيره. وقال: «لولا دعمنا في المنطقة، لما كنّا نعرف اليوم كم من عاصمة إقليمية سقطت بيد داعش حتى الآن». عبارة أراد منها توجيه أكثر من رسالة، في اتجاهات عدّة.
أولاً: رسالة تطمين إلى كل من يخشى تأثيرات الملف النووي على دعم المقاومة بفصائلها المختلفة، فكان الرد واضحاً عبر استخدام «الدعم التسليحي» لمواجهة الأخطار المحدقة بها. هو لم يحدّد الإرهاب والتكفير، كما أنه لم يشر إلى أي تطمينات بما يخص أمن الكيان الصهيوني. كلام يريح الأصدقاء والحلفاء، وهو أن سياسات إيران تجاههم لن تتغيّر على وقع الاتفاق النووي.
ثانياً: رسالة إلى الخصوم الإقليميين مفادها أن المراهنة على إسقاط نظام هنا أو حكومة هناك، محكوم بالفشل. فرغم كل ما مرّت به إيران من أزمات داخلية وصعوبات اقتصادية خانقة، استمرّت في توفير الدعم، فما بالها اليوم وقد أشرفت على أن تنطلق كقوة اقتصادية منافسة إقليمياً.

الأجواء العامة تسير نحو تسويات تعيد إنتاج تجربة «الخطوط الحمراء» النووية


ثالثاً: رسالة إلى واشنطن ودعوة غير مباشرة لاستثمار القوة الإيرانية وتأثيراتها في المنطقة لمحاربة الإرهاب، الأمر الذي وفق الرؤية الإيرانية، كان لطهران نصيب كبير في مكافحته، بشكل استشاري عسكري ودعم لوجستي وفي بعض المواقف استخباري.
البرنامج الصاروخي بات خارج النقاش، ذلك أن الصواريخ الممنوعة هي التي صمّمت لاستخدام نووي. وبحسب التفسير الإيراني: لا صواريخ إيرانية نووية، وخصوصاً بعد اعتراف العالم بعدم قدرة إيران، حالياً، على إنتاج رأس نووي، ما يعني أنها أطلقت يد التسلح الصاروخي من جديد، من دون أي قيود، لتعزيز ما تصفه بالاستراتيجية الدفاعية. العسكر يقول إنه على أهبة الاستعداد والجهوزية، والعدو الأميركي، الآن، دخل في مرحلة هدنة سياسية لتنفيذ الاتفاق، فيما تبقى المخاوف من تحرّكات إسرائيلية مع ضيق الخيارات في هذا الإطار، وخصوصاً أن قواعد الاشتباك اختلفت، ومحور المقاومة بعد عملية القنيطرة أصبح جبهة واحدة، ولا تزال سوريا ولبنان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي. هذا ما يدفع إيران إلى البقاء على جهوزية عسكرية مرتفعة، لأن أي تدحرج عملياتي في الأراضي السورية أو اللبنانية قد يؤدي إلى مواجهة قد تتسع رقعتها.
تضع القيادة العسكرية، دائماً، الفرضيات المستبعدة في دائرة الاهتمام، لمعرفتها بأن العدو ينظر إلى هذه الثغر بهدف استغلالها، وبالتالي ستبقى طهران على درجة عالية من الحذر كي لا تنام على الحرير النووي، وتستيقظ على نار الحرب الإسرائيلية في المنطقة، وخصوصاً أن بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل سجالاً مفتوحاً من الرد، قد يطول بحسب مقتضيات الزمان والهدف والوسيلة.
الأجواء العامة في إيران تسير نحو تسويات في المنطقة، تعيد إنتاج تجربة «الخطوط الحمراء» النووية. إيران لن تفاوض على شرعية النظام السوري والرئيس بشار الأسد، ولن تتخلى عن حلفائها في العراق ولن تقبل بأي حلّ يمني من دون مشاركة «أنصار الله»، وهي مستعدة للانخراط في جهود مكافحة الإرهاب، كما أن لديها فرقة عسكرية جاهزة ستعمل تحت علم الأمم المتحدة في أي مكان في العالم، في حال طلب ذلك. أما لبنان، فعند سؤال بعض المعنيين الإيرانيين عن الملف الرئاسي، يجيبون بابتسامة وهزة رأس: «لديهم في لبنان تركيبة سياسية لا يفهمها غيرهم ولن يحلّها غيرهم».




فيروز آبادي: عود حكومة الأسد يقوى

أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي، أن الحكومة السورية «استقوت من جديد، وحقّقت انتصارات مهمة على مختلف الجبهات»، مشيراً إلى أنها «أظهرت أنها تتمتّع بالقوة اللازمة للمقاومة، وحفظ المصالح الوطنية وصيانة الدستور».
وفي تصريح له، أول من أمس، لفت فيروز آبادي إلى أن «غيوم العداوة الملبدة تنقشع شيئاً فشيئاً، ويقوى عود حكومة الرئيس (بشار) الأسد، وأن داعش وحلفاءها سيسحقون تحت عجلة التحولات القادمة».
وإذ أشاد فيروز آبادي بمواقف الحكومة العراقية والسورية في الدفاع عن سيادة ودستور بلديهما، فقد دعا السعودية والبحرين إلى الاستجابة لمطالب شعبي اليمن والبحرين المحقة والمشروعة.
وفي الشأن العراقي، دعا «الشعب بسنّته وشيعته إلى الحذر من مكائد الأعداء في الداخل والخارج»، معتبراً أن «بعض الأزمات مصطنعة في العراق، وأن الدعوات إلى التظاهر تتمّ بتحريض من مجموعات معروفة، ومن غير المسلمين أحياناً، وكذلك تفجير خطوط نقل الطاقة الكهربائية من إيران إلى العراق، وأعمال التخريب الأخرى، التي تتم في الإطار ذاته، من أجل إظهار الحكومة المركزية في بغداد عاجزة».
من جهة أخرى، أكد أن «النصر حليف المقاومة في اليمن»، مشدداً على أن «تحركات أعداء الشعب لن تحقق شيئاً، مهما أنفقوا من مليارات، وحشدوا من مرتزقة بالدولارات». وأكد أن «السعودية والمرتزقة سيغادرون الساحة بالسرعة نفسها التي جاؤوا من خلالها».
(الأخبار)