وضعت واشنطن تنظيم «جبهة النصرة» المعارضة على لائحتها السوداء، فيما تعمل لندن على تشكيل تحالف دولي لوضع خطط لتدريب المتمردين السوريين. وأعلنت السلطات الأميركية أنّها وضعت «جبهة النصرة»، المتهمة بأنها تابعة لتنظيم القاعدة على لائحتها السوداء، متهمة إيّاها بالعمل على «مصادرة» النضال المشروع للمعارضين السوريين. وأكدت وزارة الخارجية أنّ المجموعة تصوّر نفسها كجزء من المعارضة السورية المشروعة، لكنها «في الواقع محاولة من القاعدة في العراق لمصادرة نضالات الشعب السوري لاغراضها الخبيثة». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنّها أضافت أسماء قادة في جبهة النصرة، هم ميسر علي موسى، وعبد الله الجبوري، وأنس حسن خطاب. وأعلن مساعد وزير الخزانة لشوؤن الارهاب والاستخبارات المالية أيضاً، ديفيد كوهين، ادراج مجموعتين مسلحتين مؤيدتين للنظام هما «اللجان الشعبية» و«الشبيحة» وقائدين لهؤلاء.
في سياق آخر، تشكّل بريطانيا جزءاً من تحالف دولي يعمل على وضع خطط لتدريب المتمردين السوريين وتقديم دعم جوي وبحري لهم، حسب ما ذكرت صحيفة «الاندبندنت» على موقعها الالكتروني.
وقالت الصحيفة إنّ قائد القوات البريطانية، الجنرال ديفيد ريتشاردس، أجرى مؤخراً محادثات في لندن مع مسؤولين عسكريين فرنسيين، وأردنيين، وأتراك، وقطريين وإماراتيين، بالإضافة إلى جنرال أميركي.
وخلال هذا اللقاء، الذي عقد بمبادرة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أجرى المسؤولون العسكريون محادثات استراتيجية مفصّلة حول وسائل مساعدة المتمردين. وأضافت الصحيفة أنّ المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة تعهدت بعدم التدخل على الأرض السورية، ما يعني أنّه يجب على تركيا بدون شك استقبال معسكرات التدريب.
ميدانياً، استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط مدرسة المشاة عند مدخل حلب الشمالي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون اقتحام المدرسة التي يحاصرونها منذ أسبوعين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة أخرى، قتل وجرح أكثر من 125 شخصاً في سلسلة انفجارات هزت بلدة عقربة في جنوب ريف حماه، وفق ما أفاد المرصد. وأورد المرصد أنّه «استشهد وجرح أكثر من 125 مواطنا مدنياً، غالبيتهم من الطائفة العلوية، إثر انفجارات وقعت في حيّ أكراد ابراهيم ببلدة عقرب بريف حماه الجنوبي».
في مدينة حلب، دارت اشتباكات عنيفة عند أطراف حيّ بستان الباشا، الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ أيام، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل سبعة مواطنين في حيّ طريق الباب في «ظروف مجهولة».
من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أنّ وحدات الجيش نفذت سلسلة عمليات «اتّسمت بالدقة والسرعة، أسفرت عن القضاء على عشرات الارهابيين في حلب». ونقلت عن مصدر مسؤول أنّ الجيش قام «بتطهير مشفى الكندي في حلب بالكامل من المجموعات الارهابية المسلحة التي اتخذته وكراً لتخزين الذخيرة والاعتداء على الأهالي في المنطقة».
وأفاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، قتل فيها ثلاثة مقاتلين تزامنت مع قصف واشتباكات على المناطق المحيطة بمدينة حرستا ومدن وقرى أخرى، في الريف الدمشقي.
من ناحية أخرى، انفجرت سيارة مفخخة في حيّ القدم في جنوب دمشق، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح وأضرار مادية. كما قتل 11 شخصاً في سقوط قذائف هاون على حيّ الشيخ مقصود في مدينة حلب، الذي تقطنه غالبية كردية، بحسب ما ذكر المرصد. وبين القتلى ثلاثة أطفال وامرأتان. وأوضح ناشطون لوكالة «فرانس برس» أنّ مصدر القصف مواقع للمقاتلين المعارضين.
في موازاة ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى القوات النظامية في معركة قاعدة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي، التي انتهت بسيطرة مقاتلين اسلاميين بغالبيتهم على كامل القاعدة، إلى 36 عنصراً، فيما أسر وجرح 64 آخرون، بحسب المرصد.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع النمساوية إنّ مسلحين مجهولين في سوريا احتجزوا جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمدة ساعة، أول من أمس، قبل أن يطلق سراحهما دون أن يمسهما أذى. وذكرت الوزارة أن الواقعة حدثت على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الشمال من حدود الأردن، حين أوقف مسلحون دورية بها ضابطان أحدهما من النمسا والآخر من نيوزيلندا يعملان مع منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.
(أ ف ب، رويترز، سانا)