استغل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، أمس، ذكرى مقتل رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين، لإعادة التأكيد على الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة والدولة العبرية، بما تنطوي عليه من تهديدات كامنة وإمكانية أن تتحول إلى أمر واقع في أي لحظة من اللحظات.
في المقابل، شدد غانتس على ضرورة البقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديدات المختلفة المحدقة بدولة إسرائيل، مؤكداً وجوب بقاء الجيش في أوج الاستعداد واليقظة المطلقة لإمكانية أن تتحول «الهزة الإقليمية»، التي تتعرض لها المنطقة العربية، في كل يوم وفي كل ساعة، إلى مواجهة فعالة وخطيرة على إسرائيل.
وأضاف غانتس، أمام منتدى هيئة الأركان التي عقدت مؤتمراً خاصاً في مركز تراث رابين، الذي قتل في الرابع من تشرين الثاني عام 1995، إن «التهديدات الحالية التي تواجهها إسرائيل تختلف عن تلك التي واجهها رابين عندما شغل منصب رئيس أركان الجيش، لجهة أنها أكثر واقعية من أي وقت مضى». ولفت أيضاً إلى أن رابين قبل أن يتحول إلى قائد النصر في حرب الأيام الستة (1967)، عرف كيف يقرأ خلال توليه منصب رئاسة هيئة أركان الجيش، «الخريطة الاستراتيجية»، وبموجب ذلك عرف كيف يعدّ كل منظومات الجيش لذلك، مشدداً على أن هذا الاستعداد يشكّل الأساس لقدرة الجيش في ساعة الامتحان التاريخية.
وشدد غانتس أيضاً على أنه يدرك «بعد 45 عاماً (منذ حرب عام 1967 التي كان يتولى فيها رابين رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي)، أن التهديدات التي تواجهها إسرائيل الآن وعلى جبهات كثيرة تختلف في تنوعها وتأثيرها عن تلك التي واجهها رابين، وفي الوقت نفسه اليوم أكثر واقعية من أي وقت مضى».
وفي ما يتعلق بالتهديد الإيراني، لمّح غانتس إلى أن التطور التكنولوجي يفرض على إسرائيل أن تكون على استعداد لساحات القتال الجديدة في مقابل الدائرة الثالثة (في إشارة إلى إيران كونها تأتي بعد الدائرة الثانية، التي من ضمنها العراق والأولى المتمثلة بدول الطوق العربي لإسرائيل، مضيفاً إن كل ذلك يشكل خطراً قابلاً للانفجار في مواجهة دولة إسرائيل، لكنه عاد وأكد أنه على علم، كما عرف رابين من قبل، أنه في مقابل هذه التهديدات فإن «الجيش جاهز وقوي ومستعد لتنفيذ كل مهمة».
وحول شخصية رابين، رأى غانتس أنها تشكل «كمقاتل وقائد، خريطة القيم التي بنيت عليها معنويات الجيش، وإقدامه وتمسكه بالمهمات والسعي إلى النصر»، موضحاً أنه في الوقت الذي راكم فيه إنجازاته «لم يتكبّر، وبقي دائماً يقظاً وأبقى لنا تراثاً ومجموعة وصايا».