واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص، فيما لفت معارضون في مدينة سرمين في محافظة إدلب إلى أنّ المقاتلين المعارضين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية أرسلها النظام إلى مدينة معرة النعمان لاستعادتها. وأفيد أن الجيش السوري أرسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوبي مدينة إدلب، وأنّه انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومتراً، والمؤدية إلى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات عنيفة عند مشارف خان شيخون لإعاقة تقدم القوات النظامية، لافتاً إلى أنّ «طائرات النظام تقصف من جهتها المنطقة لتأمين مرور التعزيزات».
وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علماً بأن المقاتلين المعارضين يسيطرون أيضاً على سراقب.
وقتل في الاشتباكات في محافظة إدلب، يوم أمس، 15 مقاتلاً معارضاً وخمسة جنود نظاميين، كما قتل خمسة مواطنين في القصف على هذه المناطق، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى تدمير ثلاث دبابات للقوات النظامية على الأقل، فيما استمرت العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري لاستكمال السيطرة على مدينة حمص، وبعض المدن الخارجة عن سيطرته في الريف.
وذكرت صحيفة «الوطن» أنّ حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة، بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها».
من ناحيته، أفاد المرصد عن تجدّد «القصف على أحياء الخالدية، وجورة الشياح، وأحياء حمص القديمة من جانب القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها».
وقال الناشط أبو بلال الحمصي، الموجود في حمص القديمة، عبر سكايب لوكالة «فرانس برس»، «إنّنا محاصرون كلياً، ولا منفذ أمامناً».
في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق عدّة من ريف دمشق، وقال المرصد إنّه تمّ العثور على «أكثر من عشر جثث مجهولة الهوية في بئر قديمة، لا تزال ظروف استشهادهم مجهولة حتى اللحظة».
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنّه في ريف دمشق «عثرت وحدة من قواتنا المسلحة، خلال ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مزارع جسرين في الغوطة الشرقية، على أسلحة متنوّعة بينها قناصات أمريكية الصنع».
وذكر مصدر عسكري للوكالة إنه «تمّ العثور أيضاً على معمل لتصنيع العبوات الناسفة وعدد من الصواريخ المحلية الصنع مخبّأة تحت الأرض في مزارع الغوطة الشرقية». وأضاف المصدر «أن وحدات قواتنا المسلحة قضت خلال عملية الملاحقة على عشرات الإرهابيين».
في سياق آخر، قتل مراسل قناة «الإخبارية» السورية، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، في مدينة دير الزور برصاص «إرهابيين»، حسبما أفادت القناة. وذكرت القناة أنّها «تنعى إلى محبّيها ومشاهديها شهيدها البطل مراسل الإخبارية في دير الزور محمد الأشرم، الذي استشهد في حيّ الموظفين برصاص الإرهابيين»، مشيرةً إلى أنّه قتل لأنّه كان «يحمل كاميرته ويعمل على توثيق إرهابهم وإجرامهم».
وأوضح مدير القناة، عماد سارة، أنّ الأشرم «أصيب برصاصة في الصدر وأخرى في القدم فيما كان يحمل بيده كاميرته».
إلى ذلك، توفي ثلاثة سوريين، يوم أمس، بعد وصولهم إلى تركيا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها جراء المعارك في مدينة حلب.
وذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أنّ 13 جريحاً سورياً وصلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى تركيا، توفي ثلاثة منهم رغم محاولات الأطباء الأتراك إنقاذهم. ودخل الجرحى إلى ولاية كيليس الحدودية التركية، بعد أن جرحوا بسبب المعارك في مدينة حلب. ونقل الجرحى حال وصولهم إلى مستشفى كيليس الحكومي، حيث تلقوا الرعاية الطبية اللازمة، فيما نقل أحدهم، وهو يعاني من جراح خطرة، إلى مستشفى في غازي عنتاب.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)