يزداد المشهد الميداني في ريف حماة الشمالي تعقيداً بعد التقدم الذي أحرزته الفصائل الحليفة لـ«جبهة النصرة»، وأبرزها «جند الأقصى»، من خلال السيطرة على مدينة مورك الاستراتيجية والقريبة من طريق حلب ــ دمشق الدولي. كذلك سجّل الجيش تقدماً مهماً في عملياته العسكرية في جبال ريف اللاذقية الشمالي عبر السيطرة على تلال مهمة.
وكثّف تنظيم «جند الأقصى» من هجماته على نقاط الجيش المنتشرة في محيط مدينة مورك شمالي حماة، مستعيناً بمؤازرة من عدة فصائل من «جيش النصر»، بعد فشله خلال الفترة الماضية في تسجيل اختراق يمكّنه من السيطرة على المدينة وحده. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الهجوم الذي تعرّضت له الحواجز في الساعات الأولى تم استيعابه، إلى أن كثف المسلحون من قصفهم نحو نقاط الجيش حيث سجل سقوط أكثر من 1000 قذيفة وصاروخ خلال 3 ساعات، أجبرت القوات على التراجع إلى محيط المدينة وتعزيز نقطة كتيبة الدبابات، شمال شرق مورك، التي تم الانسحاب منها أيضاً بعد تعرض القوات داخلها لقصف عنيف أجبرهم على الانسحاب باتجاه مدينة صوران. ولم يقلل المصدر من أهمية الخسارة التي تعرض لها الجيش، مشيراً إلى أن مورك تعتبر نقطة ارتكاز لعمليات الجيش على الطريق الدولي، ومنها يتحرك باتجاه خان شيخون جنوبي إدلب وباقي قرى ريف حماة الشمالي. وتمركزت القوات المنسحبة في جسر مورك شرقاً بـ5 كلم عن المدينة وفي حاجز العبود بالمسافة ذاتها، حيث تدور معارك عنيفة في محيط هاتين النقطتين اللتين شهدتا وصول تعزيزات عسكرية للجيش تمهيداً للبدء بهجوم معاكس، يوقف تقدم المسلحين باتجاه صوران.
وأكمل المسلحون تقدمهم عبر شنّ سلسلة هجمات متزامنة على نقاط الجيش في تل سكيك وعطشان والبانة، حيث انسحب الجيش من بلدة البانة القريبة من تل عثمان غرب بلدة كفرنبودة (شمالي حماة)، ومن تل سكيك بعد تعرضها لقصف كثيف. وتتركز المعارك في محيط بلدتي عطشان وأم حارتين اللتين يحاول المسلحون السيطرة عليهما.
وفي اللاذقية، ثبّت الجيش السوري مواقعه في التلال والنقاط التي سيطر عليها في الريف الشمالي، وقام بتعزيزها بالجنود والآليات متابعاً تقدمه لتوسيع الرقعة الجغرافية التي تؤمن التغطية النارية لعملياته على محوري جب الأحمر وسلمى وغمام في ريف اللاذقية، والسرمانية في سهل الغاب شمالي غربي حماة.

تُعتبر مورك نقطة ارتكاز لعمليات الجيش على الطريق الدولي

وتحدث مصدر ميداني لـ«الأخبار» عن تفاصيل العملية والمحاور التي هاجم منها الجيش تلك النقاط التي وصفها بالمهمة جداً، مشيراً إلى أن الجيش بدأ عمليته من محاور سكرّي وجب الغار والتلال الواقعة تحت سيطرته في محيط جب الأحمر، حيث تمكن تحت غطاء مدفعي وجوي من السيطرة على نقطة جبل الفرك، بالتزامن مع تقدمه غرب سهل الغاب باتجاه خربة جب الزعرور في ريف اللاذقية الشمالي، والتي تمكّن من السيطرة عليها والتثبيت فيها، والتقدم منها باتجاه غرفة زراعة السرمانية التي سيطر عليها أيضاً.
كذلك، سيطر الجيش على مفرق أبو ريشة في هجوم شنّه من محور التلال الواقعة تحت سيطرته في محيط جب الأحمر. وحول أهمية تلك النقاط، أشار مصدر ميداني إلى أنّ «جبل الفرك يشرف على التلال المطلة على بلدة السرمانية في سهل الغاب، إضافة إلى إشرافه على بعض التلال المحيطة بجب الأحمر ويشكل طوقاً نارياً للجيش بعد سيطرته على مفرق أبو ريشة، وتمنع الفصائل المسلحة من معاودة الدخول الى قرية جب الأحمر». وأفاد المصدر بأن العملية العسكرية للجيش مستمرة لإسقاط بلدة السرمانية في سهل الغاب نارياً قبل أن يبدأ التقدم البري.
وعلى المحور الآخر في ريف اللاذقية، لا تزال عمليات الجيش مستمرة داخل ضاحية سلمى التي نجح في تثبيت مواقعه في الكتل التي سيطر عليها، مشيراً إلى أن إسقاط ضاحية سلمى بالكامل يحتاج إلى السيطرة على تلال كفردلبة وكتف الغدر وكتف الغنمة التي تساند المسلحين في تأمين الغطاء الناري بكثافة وتعرقل تقدم الجيش.