بدأ مسؤولون أتراك وأميركيون أول اجتماع «لتخطيط العمليات» يهدف الى انهاء النظام السوري. ويتوقع أن يجري خلال الاجتماع تنسيق الردود العسكرية والاستخبارية والسياسية على أعمال العنف والأزمة المستمرة في سوريا. ومن المقرر أن يناقش المسؤولون في الاجتماع، الذي سيعقد في أنقرة، خطط الطوارئ التي يمكن تطبيقها في حال ظهور تهديدات، مثل قيام النظام السوري بشنّ هجوم كيميائي، وهو ما اعتبرته واشنطن «خطاً أحمر».
ويقود الوفد التركي نائب وزير الخارجية هاليت جيفيك، بينما تقود الوفد الاميركي السفيرة الاميركية اليزابيث جونز. ويتألف الوفدان من رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية لوكالة «فرانس برس».
ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع، كذلك، احتمال استغلال عناصر حزب العمال الكردستادي المحظور في تركيا وتنظيم «القاعدة» أيّ فراغ للسلطة في سوريا.
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أنّ إقامة منطقة حظر جوي في قسم من الاراضي السورية هو اقتراح «يستحق الدرس». واستبعد لو دريان، في لقاء تلفزيوني، اقامة منطقة حظر جوي «شاملة». وأضاف أنّ هذا الأمر يعني «منع أي تحليق فوق الاراضي السورية، ما يعني ابقاء الطائرات السورية على الارض، ما يعني بدوره الدخول في حرب. لا يمكن القيام بذلك الا اذا توافر تحالف دولي قادر على هذا الامر. وحتى الآن هو غير متوافر». وأوضح أنّ «اقتراح منطقة حظر محددة، هذا الاقتراح الذي طرحته (وزيرة الخارجية الاميركية) هيلاري كلينتون يستحق الدرس. لكنها المرة الاولى تتبنى فيها الولايات المتحدة هذا الخطاب». ولفت وزير الدفاع إلى أنّه لا يمكن اجراء انتقال سياسي في سوريا من دون تنحّي الرئيس السوري، وقال «التنحي هو البداية».
من ناحيته، قال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إن حاملة الطائرات «يو أس أس جون ستينيس» الأميركية المتجهة إلى الشرق الأوسط هدفها الحماية من عدد من التهديدات في المنطقة بينها سوريا وإيران.
وصرح بانيتا، بعد لقائه 2300 بحّار سيكونون على متن حاملة الطائرات، إن الحاملة ستحمي من مجموعة تهديدات في نطاق مسؤوليات القيادة الأميركية الوسطى التي تتضمن الخليج. وقال بانيتا «من الواضح أن إيران هي احد هذه التهديدات»، مشيراً إلى أن الطموحات النووية الإيرانية هي مصدر القلق الأول، بينما تهديدها لناقلات النفط في مضيق هرمز يشكل قلقاً آخر. وأضاف «ثانياً، الاضطراب في سوريا. نحن نتابع هذا أيضاً عن كثب. هناك عدد من القضايا في المنطقة»، لافتاً إلى أن تركيز أميركا على سوريا يشمل 3 مجالات، هي المساعدة الإنسانية والعمل مع الأردن وتركيا لإدارة قضية اللاجئين، ومراقبة مخزون الأسلحة السورية الكيميائية والبيولوجية، وتقديم دعم غير قاتل لقوات المعارضة السورية.
وقال وزير الدفاع الأميركي إن لا وقت محدداً لانتهاء فترة وجود حاملتي طائرات أميركيتين في الخليج، مضيفاً أنه «من الواضح أن حاملتي طائرات أمر مهم بالنسبة لنا كي يكون لدينا القدرة على مواجهة أية حالة طارئة».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية رايان كليها، إن استمرار العنف في سوريا يقوّي الجماعات الجهادية التي يثير وجودها قلق المجتمع الدولي، ولفت الى أن مستقبل سوريا يقرره شعبها وليس أي طرف خارجي مثل هذه الجماعات، نافياً أن يكون الرئيس باراك أوباما بدأ يميل إلى الخيار العسكري في سوريا، «لكن إدارته تعكف حالياً على دراسة خطط حول ما يمكن اتخاذه من إجراءات للمرحلة الراهنة، وكان قد أعلن قبل أيام أن الولايات المتحدة، كجزء من المجتمع لدولي، تعتبر أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يشكل تهديداً للشعب السوري وللمجتمع الدولي أيضاً، لن نسمح به».
ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق والمعارك والقصف في عدد من أحياء مدينة حلب، بينما سقط عشرات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح في مدينة أريحا في ادلب، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وقال المرصد، في بيان، إنّ «اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مدينة داريا في ريف دمشق بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من جهة بساتين المزة».
وذكر المرصد أنّ مقاتلين معارضين هاجموا حاجزاً للقوات النظامية في منطقة القدم على طريق دمشق درعا، لافتاً الى «معلومات أولية عن مقتل وجرح ما لا يقلّ عن عشرة من القوات النظامية».
ووقعت اشتباكات في حيّ الحجر الاسود، بحسب المرصد، الذي اشار أيضاً الى قصف على الحيّ وحيّ العسالي المجاور، فيما تستمر حملة المداهمات والاعتقالات في حيّ كفرسوسة.
وفي مدينة حلب، ذكر المرصد أنّ «أحياء بستان القصر، وسليمان الحلبي، والشعار، والهلك، ومناطق في حيّ صلاح الدين ما زالت تتعرض للقصف من القوات النظامية، التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة في حيّي بستان القصر وسليمان الحلبي». وفي ريف حلب، تعرضت بلدة قبتان الجبل للقصف من قبل القوات النظامية.
وتواصلت الاشتباكات بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في «حيّ سيف الدولة وسط قصف عنيف بالمدفعية والهاون من قبل قوات الأمن وجيش النظام، فيما تعرّضت بلدة الغنطو في ريف حمص الى قصف صاروخي بالطيران المروحي، بحسب المرصد. وأشار المرصد الى قصف طاول منطقة اللجاة، وبلدات عتمان، وام ولد والشيخ مسكين في درعا.
في محافظة ادلب، أفاد المرصد عن «سقوط عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطرة اثر القصف الذي تعرضت له بلدة معرة مصرين من قبل القوات النظامية».
في موازاة ذلك، اخترقت طائرة حربية سورية الاجواء العراقية وقامت بقصف منطقة البوكمال السورية صباح يوم أمس، وفقاً لمصادر أمنية عراقية. وقال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود، فضّل عدم كشف اسمه، إن «طائرة حربية سورية اخترقت الاجواء العراقية في منطقة حصيبة الحدودية»، وأضاف المصدر أنّ «الطائرة التي استمر تواجدها نحو 15 دقيقة، قامت بقصف منطقة البوكمال السورية، عند الحدود مع العراق لاكثر من مرة انطلاقا من الاجواء العراقية». وأشار المصدر الى اخلاء جميع العاملين في منفذ القائم في الجانب العراقي، تجنباً لوقوع ضحايا.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



زيباري يعارض عسكرة النزاع

تلقى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مكالمة هاتفية من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. وقال بيان صادر عن الخارجية العراقية إن زيباري أكد لكلينتون أن العراق لا يؤيد التدخلات الإقليمية في الوضع السوري، ويعارض عسكرة النزاع، وأنّه جرى الاتفاق بين الجانبين على استمرار التواصل والتشاور.
(يو بي آي)


«العفو الدولية» تدين «العنف الفظيع» تجاه المدنيين

أكدت منظمة العفو الدولية أمس أنّ المدنيين يواجهون «عنفا فظيعاً» في مدينة حلب، متهمة النظام السوري باستهداف الأحياء السكنية بالضربات الجوية والقصف من دون تمييز. كما أشارت المنظمة الى «انتهاكات متصاعدة» بينها إعدامات وسوء معاملة لسجناء قام بها المقاتلون المعارضون، وبينهم عناصر من «الجيش السوري الحر». ورأت أنّه «من المخجل أن يستمرّ المجتمع الدولي منقسماً حول سوريا».
(أ ف ب)

مقتل ابن قائد شيشاني في حلب

قالت وسائل إعلام روسية، وموقعان الكترونيان متعاطفان مع المقاتلين الشيشان في منطقة القوقاز، إن القوات الحكومية السورية قتلت ابن قائد راحل للمقاتلين الشيشان. وأفاد موقع «تشيتشنيوز» أنّ رستم جيلاييف قتل خلال قيام القوات الموالية للنظام بقصف مسجد في حلب هذا الشهر. وقال موقع آخر، وهو موقع «كافكازسنتر»، إنه قتل عندما دخلت وحدته «في معركة مع قوات النظام العلوي الأقوى عتاداً. يفترض أن ذلك حدث بين 11و13 آب».
لكن صحيفة «كومرسانت» الروسية، نقلت عن أحد أقارب جيلاييف قوله إنه كان يدرس في سوريا، وإنه قرر مغادرتها بسبب العنف هناك وإنه كان في طريقه إلى تركيا عندما قتل.
(رويترز)