إسرائيل تشتكي للأميركيين بأن أيران لا تصدّقهم، والأميركيون يؤكدون لها أنهم جادّون ضد السلاح النووي الإيراني. وبين هذا وذاك، يتواصل مهرجان التصريحات والتهديدات والرسائل الكلامية المختلفة، الإسرائيلية والأميركية.
وأعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن تشاؤمه من المقاربة المعتمدة ضد إيران، ووجوب العمل على تغييرها، محذّراً من أن الوقت للحلول السلمية بدأ بالنفاد. وأضاف نتنياهو، خلال استقباله أمس وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إن إيران غير مقتنعة بجديّة إسرائيل والولايات المتحدة في وقف تطوير برنامجها النووي. و«رغم كل التصريحات الأميركية والإسرائيلية بأن كل الخيارات موجودة على الطاولة، إلا أن ذلك لم يقنع الإيرانيين بجديتنا ونياتنا، بل إن الحكام في إيران يعتقدون حالياً بغياب الإرادة والرغبة لدى المجتمع الدولي لوقف برنامجهم النووي، وقد حان الوقت لتغيير هذه القناعة وبسرعة».
ولفت رئيس الحكومة الإسرائيلية الى أن «إيران هي أكبر راع للإرهاب في العالم، ويجب اتخاذ كل الإجراءات لمنعها، وهي أخطر نظام، بل أخطر من تطوير الأسلحة في العالم»، مؤكداً ضرورة مواجهة طهران، وعدم السكوت عنها. وقال إن «العقوبات التي فرضت على إيران تؤثر على الاقتصاد الإيراني، لكنها لا تمنع طهران من مواصلة تطوير القدرات النووية، ويمكن القول إن العقوبات والدبلوماسية لم تؤثرا على البرنامج النووي لإيران».
وتوجه نتنياهو لضيفه قائلاً: «إسرائيل وأميركا أوضحتا أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وأنت شخصياً قلتَ قبل عدة أشهر إنه بعد أن تفشل كل الخيارات الأخرى، ستتحرك أميركا، ولكن حتى هذه التصريحات لم تردع الإيرانيين عن المضي قدماً في برنامجهم النووي».
بدوره، شدّد بانيتا على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وتصميمها على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وفي مستهل لقائه بنتنياهو، قال بانيتا: «أود أن أكرر الموقف الأميركي بما يتعلق بإيران، وهو أننا لن نسمح لها بتطوير أسلحة نووية. نقطة على السطر. لن نسمح لهم بتطوير أسلحة نووية، وسنستنفد جميع الخيارات بهدف منع حدوث ذلك».
وأضاف مخاطباً نتنياهو: «أنت والشعب الإسرائيلي تعرفون أن عدة أشياء لم ولن تتغير، وهي أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب اسرائيل بشكل راسخ والتزامنا بأمن إسرائيل وبأمن مواطنيها قوي كالصخرة، وأرجو أن لا يقع هناك أي أخطاء وسنواصل العمل بحزم من أجل منع إيران من الحصول على أسلحة نووية إلى الأبد».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، قد استقبل نظيره الأميركي، وأكد بدوره أن إسرائيل ستقرر وحدها توجيه ضربة عسكرية لإيران من عدمه، مضيفاً إن الولايات المتحدة تتفهم هذه الحقيقة. وبحسب باراك، فإن العلاقات بين البلدين ستبقى متينة ومثمرة، على الرغم من وجود خلافات في الرأي بينهما أحياناً.
ونقل موقع «Israel Defence» العبري، أن باراك قال لبانيتا إن للعقوبات تأثيراً، «لكن الحقيقة أن هناك أملاً ضعيفاً بأن يجلس آيات الله حول الطاولة ويقولون إن اللعبة انتهت، وينبغي التنازل عن البرنامج النووي». وأضاف: «من المهم أن نشير الى أن العقوبات والدبلوماسية تأخذان وقتاً، وأنه في هذه الأثناء، يواصل الإيرانيون عمليات التخصيب اليومي لليورانيوم الذي يحتاجون إليه لسلاحهم، وهم يقتربون من المدى المطلوب لإنتاج هذا السلاح».
الى ذلك، لفتت صحيفة «معاريف» الى أن هناك جانباً سياسياً لزيارة بانيتا، متعلقاً بانتخابات الرئاسة الأميركية وزيارة المرشح الجمهوري، ميت رومني، لإسرائيل الأسبوع الماضي، إذ بحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن من المهم للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن يؤكد عمق الدعم الأميركي للمصالح الأمنية لإسرائيل.