في هجوم غير مسبوق على تلفزيون رسمي منذ بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري، استهدفت قناة الإخبارية الرسمية السورية ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى، هم ثلاثة إعلاميين وأربعة موظفين. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، صباح أمس، «استشهاد ثلاثة إعلاميين هم الزملاء سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة، وأربعة من حراس المبنى». وأوضحت أن «المجموعات الإرهابية (المهاجمة) أقدمت على سرقة الأجهزة التقنية الموجودة في المبنى قبل تفجيره». ولفتت وزارة الاعلام في بيان إلى أن هذه المجموعات «اغتالت عدداً من الصحافيين والاعلاميين والفنيين في القناة وعناصر الحراسة الخاصة بها، وزرعت عبوات ناسفة في استديو الأخبار ومباني الادارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية، ودمرتها بالكامل، ثم أشعلت النار في ما تبقى، وقيّدت عدداً من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة، واختطفت عدداً آخر منهم»، من دون أن تحدد عددهم.
وقال ناشطون إن عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم على الفضائية السورية التي تتخذّ مقراً لها في ريف دمشق الذي شهد أخيراً تصاعداً في الاشتباكات بين القوات النظامية من جهة ومعارضين مسلحين من جهة أخرى. وفيما طالبت المتحدثة الرسمية باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، سوسن غوشه، جميع الأطراف في سوريا بعدم استهداف الصحافيين وتقدير الدور الذي يقومون به، حمّل وزير الاعلام السوري في الحكومة الجديدة عمران الزعبي الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية مسؤولية الهجوم الذي تعرّضت له قناة الإخبارية السورية.
وقال الزعبي، في تصريح إلى الصحافيين من مقر القناة المستهدفة في بلدة دروشا جنوب غرب العاصمة دمشق، أحمّل الجامعة العربية وكل الذين اتخذو قراراً بوقف بثّ المحطات السورية، وكل الذين يحرضون على سوريا وعلى تصعيد الإرهاب بحق شعبها، المسؤولية الكاملة عن الهجوم الذي تعرّضت له الإخبارية السورية. وأضاف «أضع ما حدث برسم الاتحاد الأوروبي وكل مؤسساته ووزراء الإعلام في كل العالم ومجلس وزراء الإعلام العرب ومواثيق الشرف الإعلامي وكل الصحافة العربية والأجنبية ومجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس الجامعة العربية والأمين العام للجامعة العربية الذي يتجاهل متعمداً هو وعدد من أعضاء مجلس الأمن ووزراء الإعلام في دول عربية ووسائل إعلامية عربية العدوان على سوريا والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري».
ميدانياً، واصلت القوات السورية قصفها لمناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وفي ريف دير الزور، قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية إثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، بحسب المرصد. وأضاف المرصد في بيان أن 15 جندياً انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية.
وفي ريف إدلب، أعلن المرصد «مقتل عقيد في الحرس الجمهوري» المكلف بحماية دمشق وريفها، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية إثر تفجير آليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة. وقتل مواطنان اثنان في قرية بسامس في محافظة إدلب إثر سقوط قذيفة على القرية، بينما شهدت بلدة خان السبل التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين بحسب المرصد. وفي محافظة حلب، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية، فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطاً للحراسة في محيط مطار منغ العسكري، وفقاً للمرصد. وفي ريف حماة، تتعرض قرى جبل شحشبو لقصف من قبل القوات النظامية شاركت فيه مروحيات مقاتلة في محاولة للسيطرة على المنطقة.
وفي محافظة درعا، لفت المرصد إلى تعرض بلدة كفر شمس لقصف من قبل القوات النظامية. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تحاول السيطرة على كفر شمس منذ ستة أيام سقط خلالها 24 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين معارضين.
في المقابل، قالت وكالة سانا إن القوات النظامية تصدّت في دوما بريف دمشق لمجموعة إرهابية مسلحة عمدت إلى قطع شارع خورشيد بالمدينة. وفي أريحا بإدلب تصدّت الجهات المختصة لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت قطع طريق عام أريحا جسر الشغور في قرية عين الحمرا. وفي دير الزور واصلت الجهات المختصة عمليات التمشيط والتفتيش عن المجموعات الإرهابية المسلحة في حي الموظفين بالمدينة، واعتقلت عدداً كبيراً من الإرهابيين. بحسب «سانا».
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)