طلب طيار سوري، أمس، اللجوء السياسي في الاردن، بعد انشقاقه وفراره من سوريا بطائرة من نوع «ميغ-21». وافاد مصدر حكومي اردني بأن «طائرة حربية سورية من طراز ميغ الروسية الصنع هبطت اضطرارياً في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق قرب الحدود الاردنية السورية».
واعلن زير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة، ان قائد الطائرة «طلب اللجوء السياسي»، ثم اعلن في وقت لاحق ان «مجلس الوزراء قرر منح الطيار السوري العقيد حسن مرعي الحمادة اللجوء السياسي».
وكان التلفزيون السوري الرسمي قد نقل عن مصدر رسمي ان السلطات فقدت الاتصال قبل الظهر مع طائرة من طراز «ميغ 21» كانت في طلعة تدريبية. واعتبرت دمشق ان الطيار «فار من الخدمة وخائن»، مطالبة السلطات الاردنية باستعادة الطائرة. وبث التلفزيون السوري بياناً صادراً عن وزارة الدفاع جاء فيه ان «الطيار (حسن مرعي) الحمادة يعد فاراً من الخدمة وخائناً لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الاعمال بموجب الانظمة والقوانين العسكرية المتبعة». واكدت وزارة الدفاع، في بيانها، انه «يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من اجل ترتيب استعادة الطائرة».
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها طيار سوري بمقاتلته إلى الخارج منذ اندلاع الأزمة السورية.
وعلى الفور رحبت الولايات المتحدة بانشقاق الطيار وفراره الى الاردن، وقالت انه لن يكون الاخير الذي «يفعل الصواب» وينشقّ عن قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويقول المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان القوات الجوية السورية تمتلك 365 طائرة مقاتلة، بينها 50 طائرة ميغ-23 فلوجر وميغ -29 فالكروم، كما تضم 40 الف فرد.
على صعيد آخر، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن سفينة شحن كانت متجهة الى سوريا ثم عادت الى روسيا كانت تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر تم إصلاحها إضافة الى أنظمة دفاع جوي، وذلك تعليقاً على الإعلان البريطاني عن ان سفينة شحن غيرت اتجاهها في ما يبدو عائدة الى روسيا بعد ان سحبت شركة تأمين مقرها لندن تغطيتها للسفينة، مشيرة الى انه تم ابلاغها بمزاعم بأنها تحمل أسلحة.
ونقلت الوكالة عن لافروف قوله لإذاعة «ايخو موسفكي» «كانت السفينة تحمل أنظمة دفاع جوي لا يمكن استخدامها الا لصد عدوان خارجي وليس ضد المتظاهرين المسالمين... وكانت تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر تم إصلاحها». وقال «نحن لا ننتهك أي (التزامات) وسنواصل الوفاء بالتزاماتنا التي حددها مجلس الامن». ونقلت انترفاكس عنه قوله ان طائرات الهليكوبتر تم اصلاحها بموجب عقد موقع في عام 2008 وتم شحنها مفككة. وكشفت صحيفة «ديلي تليغراف» أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون درس تكليف القوات الخاصة باعتراض واحتجاز سفينة الشحن «إم في ألايد». وقالت الصحيفة البريطانية إن كاميرون عقد عدة اجتماعات للجنة الطوارئ الأمنية المعروفة باسم (كوبرا) في حكومته حين اقتربت السفينة الروسية من دخول المياه البريطانية، لإطلاعه بانتظام على الوضع مع تزايد الضغوط الأميركية المطالبة بتوقيفها. وأضافت أن لجنة (كوبرا) عرضت العديد من الخيارات بما في ذلك الاستيلاء على السفينة الروسية من قبل القوات الخاصة البريطانية، لكن كاميرون فضّل تجنّب المواجهة لعدم الإضرار بالعلاقات المتوترة أصلاً مع روسيا، وقرر بدلاً من ذلك مطالبة شركة التأمين البريطانية بسحب غطاء التأمين عن السفينة.
من جهة ثانية، افادت صحيفة نيويورك تايمز امس بأن عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) يراقبون في تركيا شحنات الاسلحة المرسلة الى مسلحي المعارضة السورية للتأكد من عدم وصولها الى ايدي عناصر القاعدة. واشارت الصحيفة الاميركية نقلا عن مسؤولين اميركيين وعناصر في اجهزة استخبارات عربية الى ان الاسلحة يتم شراؤها من تركيا والسعودية وقطر وتنقل عبر الحدود بواسطة شبكة تابعة للمعارضة السورية. وتشمل هذه الشحنات بنادق اوتوماتيكية وقاذفات قنابل وذخائر وبعض الاسلحة المضادة للدبابات التي سمحت لمسلحي المعارضة بمقاومة قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد التي تتفوق عليها قوة.
واوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤول استخباري عربي على تواصل مستمر مع نظرائه الاميركيين ان «عملاء السي آي ايه موجودون على الارض ويحاولون الاستحصال على مصادر جديدة (للمعلومات) والاستعانة بخدمات اشخاص» جدد. كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين قولهم ان الولايات المتحدة قد تزيد مساعداتها لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بصور عبر الاقمار الاصطناعية ومعلومات حساسة اخرى. الا ان القرار النهائي لم يتخذ بعد.
في هذا الوقت، قتل العشرات من قوات النظام والمقاتلين المعارضين والمدنيين في اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سوريا. واعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري امس ان المفاوضات «لا تزال جارية» مع جميع الاطراف المعنية لاجلاء المدنيين من حمص. وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي ان فريق العمل في المنظمة وفريقاً من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ينتظران في حمص «موافقة الجهات المسيطرة على الاحياء للتمكن من الدخول بأمان الى الاماكن الخطرة»، من دون ان يوضح من هي هذه الجهات. واعلن المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي في جنيف، هشام حسن، ان فريقاً حاول صباح الخميس دخول المدينة، مضيفا «لسوء الحظ، اضطر الفريق الى ان يعود ادراجه ويغادر بسبب القصف»، وانه سيحاول مجددا بعد الظهر. وكانت وزارة الخارجية السورية قد اتهمت الثلاثاء «مجموعة ارهابية» بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين.
(سانا، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)