في خطوة مفاجئة، أجرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليل الخميس اتصالاً هاتفياً بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بحث الأزمة السياسية من دون أن يتم الاتفاق على انهائها. وكشف مصدر في مكتب الصدر أن الطرفين بحثا ايجاد طرق لانهاء الازمة. وأضاف أن «الايام القليلة المقبلة ستشهد لقاء بين زعيم التيار الصدري ورئيس الوزراء من أجل البدء بنقاشات لإنهاء الازمة»، مضيفاً أن اللقاء ممكن أن يكون ثنائياً او يجمع طرفاً ثالثاً من الجهات السياسية المطالبة بسحب الثقة من المالكي.
بدوره، وصف النائب عن «ائتلاف دولة القانون»، كمال الساعدي، المباحثات بين المالكي والصدر بـ«الايجابية»، مؤكداً أن الأجواء مهيأة لجلوس كافة الاطراف السياسية على طاولة الحوار وحل الازمة والمشاكل العالقة.
من جهة اخرى، أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني، أمس، أنه سيسحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي إذا رفض الاتفاقات السابقة والمطالبات المشروعة، دون الحاجة إلى تواقيع النواب. وكشف الطالباني، في رسالة رداً على رسالة الأطراف المجتمعة في أربيل المطالبة بسحب الثقة من المالكي، عن أربعة أسباب دفعته لرفض توقيع سحب الثقة من المالكي، نافياً أن تكون تلك الأسباب للدفاع عن المالكي وتزكية سياساته.
وأضاف الطالباني أن السبب الاول هو أن «رئاسة الوزراء من نصيب الأكثرية الشيعية فلا يجوز القفز عليها بطلب سحب الثقة وإنما ببذل الجهود لإقناعها بتبديل ممثلها لرئاسة الوزراء». وعن السبب الثاني، قال الطالباني «إنني لم ولن أقف ضد الأكثرية الشيعية ومطالبها واستحقاقاتها ومع كل الاحترام للتيار الصدري، إلا أنه لا يمثل إلا ربع عدد نواب الشيعة في البرلمان».
وفي ما يتعلق بالسبب الثالث، لفت الطالباني إلى أن «التحالف الوطني أبلغني استعداده التام لتنفيذ الاتفاقات والأخذ بنظر الاعتبار والاحترام اتفاقات أربيل الأولى والثانية». وقال إن السبب الرابع هو يجب أن يظل «محايداً وراعياً للاجتماع الوطني ولم الشمل وتوحيد الصف وإذا أجبرتني الظروف على مخالفة قناعاتي المبدئية هذه، فسأقدم الاستقالة من رئاسة الجمهورية وأعود أميناً عاماً لحزبي لأمارس حريتي الكاملة».
في اطار آخر، أعلن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، أمس، أنه رفض طلباً لمستشار نائب الرئيس الأميركي، توني بلينكين، للاجتماع مع رئيس الحكومة نوري المالكي، مضيفاً أن «الوضع السياسي الحالي لا يحتمل عقد مثل هذه اللقاءات». وأكد بيان للنجيفي أنه «لا يمكن عقد هذا اللقاء من دون العودة إلى آراء المتحالفين معنا في التحالف الكردستاني وتيار الأحرار».
(الأخبار، أ ف ب)