شُغلت وسائل الإعلام العبرية أمس بالتسوية النووية، التي رجّحت أن تكون قيد التبلور بين إيران والغرب على مشارف الاجتماع الثاني الذي وُصف بالحاسم في بغداد الأربعاء المقبل.
ووسط ما بدا واضحاً أنه امتعاض في تل أبيب من صحة هذه الأنباء انعكس مواقفَ أطلقها عدد من المسؤولين الإسرائيليين، حذروا فيها من المراوغة الإيرانية، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بنود الاتفاق الذي قالت إن الغرب سيعرضه على طهران في لقاء بغداد. وتحت عنوان «نواة الاتفاق» على صدر صفحتها الأولى، كتبت مراسلة الصحيفة لدى الولايات المتحدة، أورلي أزولاي، أن الإدارة الأميركية شرعت في إعداد رزمة تسهيلات ستعرضها على إيران في الاجتماع المقرر لدول «5+1» معها بعد غد في العاصمة العراقية، وذلك في سياق محاولتها إيجاد حل دبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر «مطلعة على تفاصيل التسوية» قولها إن البند الأساسي فيها هو إقرار الدول الغربية بحق إيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي، وبما أنجزته حتى الآن، على أن تتعهد عدم تخصيب اليورانيوم إلى «نسبة تقترب الى المستوى المطلوب لتصنيع سلاح نووي».
إضافة إلى ذلك، يقترح الاتفاق أن تلتزم طهران بنقل كميات اليورانيوم المخصب لنسبة 20 في المئة إلى الخارج، وتتعهد وقف أنشطة التخصيب في منشأة «فوردو» في قم، وتسمح بوضع موقع برشين العسكري، الذي تشتبه الوكالة الدولية للطاقة النووية في وجود أنشطة نووية سرية فيه، تحت رقابتها.
في المقابل، ستعرض الدول الغربية رزمة من المحفّزات هي: رفع الحظر عن بيع طهران قطع غيار الطائرات، تقديم مساعدة تكنولوجية لصناعة الطاقة الإيرانية، والأهم دعم الجهود الإيرانية لبناء مفاعلات نووية مدنية، ومساعدتها على هذا الصعيد. ولا تتضمن الصفقة المطلب الإيراني برفع العقوبات النفطية والمالية التي أعلنتها الدول الغربية قبل نحو شهرين، ووفقاً لمصادر أميركية، فإن هذه العقوبات هي التي دفعت طهران إلى تليين موقفها والدخول في مفاوضات جدية. ولم يستبعد أحد هذه المصادر أن تشمل الصفقة تعهداً غربياً بعدم العمل على إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية.
وربطت الصحيفة بين مضمون الاتفاق الذي نشرته وتصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في كامب ديفيد أول من أمس، التي تناول فيها المشكلة الإيرانية، معرباً عن تفاؤله بفرص التوصل إلى حل دبلوماسي لها. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تلقّت الأنباء عن الاتفاق الدولي الإيراني باستياء، وذلك لأن شروطه أقل من تلك التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية للإدارة الأميركية، كما أنها تختلف اختلافاً جوهرياً عما تعتقد إسرائيل أنه يضمن أمنها. فإسرائيل تطالب بتفكيك كامل لمنشأة «فوردو»، وإخراج معظم كميات اليورانيوم المخصب الى نسبة 3.5 في المئة من إيران، على أن يُسمح لطهران بالاحتفاظ فقط بما يقل عن الكمية التي يتطلبها تصنيع رأس حربي نووي.
ورأت الصحيفة أن الصفقة التي نشرت بنودها فيما لو أُقرت، فإنها ستعني أن الإيرانيين حققوا هدفهم على مدى الأعوام الماضية، وهو التقدم قدر المستطاع في برنامجهم النووي، والذهاب إلى التفاوض حول تسوية تبدأ من النقطة التي انتهوا إليها.
وفي مؤشر على قلق إسرائيل من الصفقة الإيرانية الغربية، حذّر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعالون، أمس من وقوع الغرب في مصيدة طهران، التي قال إنها تسعى إلى كسب الوقت، واصفاً الاتفاق بأنه «تضحية بجندي في لعبة شطرنج من أجل إنقاذ الملك».
من جهته، استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، تنازل إيران عن طموحاتها النووية، معلناً أن تل أبيب ستتابع المحادثات «وبعدها سنقول رأينا».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد انتقد الأسبوع الماضي احتمال التوصل إلى اتفاق مع طهران، متهماً إياها بالمخادعة والسعي إلى كسب الوقت في الطريق إلى تطوير برنامجها النووي.