القاهرة ــ الأخبار لماذا أتى نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز إلى مصر؟ الإجابة الأكثر رواجاً هي «التهدئة». التهدئة التي لم تغب عن جدول أعمال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مع المسؤوليين المصريين، وخصوصاً بعد أزمة منظمات المجتمع المدني التي كان من بينها ٤ منظمات أميركية اقتحمتها قوات أمن مصرية وأغلقت مقارها. لكن للتهدئة اتجاه آخر كان عنوانها فتح صفحة جديدة مع جماعة الإخوان المسلمين من خلال اللقاء الذي جمع بيرنز مع أعضاء في الجماعة أمس في جلسة مغلقة بمقر حزب الحرية والعدالة، في الوقت الذي كان فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يعلن يوم «25 يناير» عيداً قومياً في البلاد. ووفقاً للعضو المؤسس في الحزب، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد سعيد، حضر اللقاء عن الجانب الأميركي بيرنز ومساعدوه إلى جانب السفيرة الأميركية في القاهرة آل باترسون. أما الجهة المضيفة، فمثلها رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي ونائب رئيس الحزب عصام العريان، والأمين العام المساعد أسامة ياسين.
سعيد قال إن رئيس الحزب أوضح للمسؤول الأميركي أن الجماعة «تمد يدها للجانب الأميركي من أجل تعاون بنّاء قائم على احترام إرادة الشارع المصري، وحقه في اختيار شكل الديموقراطية الذي يتوافق مع ثقافته ومرجعيته الدينية». أما بيرنز فأكد أن واشنطن «قطعاً تحترم إرادة الشعب المصري، وأنها على استعداد للتعاون مع جماعة الإخوان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية». وأكد بيرنز أن بلاده «مستعدة لتقديم كل أنواع العون السياسي والاقتصادي لمصر في المرحلة الانتقالية». ولفت نائب وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن «الشعب الأميركي يشعر بالامتنان والتقدير للثورة الشعب المصري التي أسقطت الاستبداد، كذلك الإدارة الأميركية حريصة على استمرار دور مصر في المنطقة، راعيةً لعملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وفي موضوع السلام تحديداً، حرص الإخوان على طمأنة الجانب الأميركي في ما يتعلق باتفاقيات السلام مع الجانب الإسرائيلي، فيما أبلغ العريان الجانب الأميركي حرص الإخوان على حقوق الأقباط لكونهم مواطنين مصريين لهم نفس حقوق المسلمين في إطار الوطن الواحد».
كذلك أوضح بيان رسمي صادر عن حزب الحرية والعدالة أن بيرنز طالب السلطات المصرية بالتعاون مع مؤسسات المال الدولية، وخاصةً صندوق النقد الدولي، والاستفادة من التجربة التركية في هذا الشأن، فيما طالب رئيس الحزب وفقاً للبيان نفسه الولايات المتحدة الأميركية بأن «تعيد حساباتها وتغيِّر سياساتها مع الشعوب، بما يتواكب مع ربيع الثورات العربية، وأن يكون موقفها من القضايا العربية والإسلامية إيجابيّاً». كذلك دعت جماعة الإخوان المسؤول الأميركي إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف «الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، واتخاذ موقف أكثر وضوحاً تجاه القتل الممنهج ضد الشعب السوري».