اجتمع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، في عمّان، أمس، للمرّة الثانية في غضون أيام في إطار المبادرة الأردنية لتحريك عجلة التسوية. وفي أعقاب الاجتماع، قال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير محمد الكايد، إن اللقاء «اتسم بالوضوح والصراحة، رغم التباين القائم» ما بين الطرفين، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية (الأردني) ناصر جودة حضر جانباً من هذا الاجتماع». وأضاف أن «هذه اللقاءات ستتواصل وستستمر في الفترة المقبلة، وكما اتُّفق عليه سابقاً». وأوضح أن «لقاء اليوم تخلله تناول لمواقف متعددة من عدد من القضايا المهمة، واتسم بالوضوح والصراحة، رغم أن التباين ما بين الطرفين، كما كان متوقعاً، كان قائماً في هذه القضايا». وأكد الكايد أن «اللقاءات والنقاشات المستمرة هذه تهدف إلى الوصول إلى أرضية مشتركة وإلى تقريب هذه المواقف المتباينة». وفي هجوم استباقي على اللقاء الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، قال وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه «لن يكون بالإمكان إحداث انطلاقة في عملية السلام مع الفلسطينيين في المستقبل المنظور؛ لأنه لا اهتمام لديهم (الفلسطينيين) بذلك».
وأضاف ليبرمان أن الفلسطينيين وافقوا على الحضور إلى لقاء مع إسرائيل في عمّان «فقط لأنهم لم يتمكنوا من رفض دعوة الملك الأردني» عبد الله الثاني. وأشار إلى أنه بعد اللقاءات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية يُتوقع أن يقول الفلسطينيون إن «المحادثات فشلت بسبب إسرائيل»، وإن الفلسطينيين «سيحاولون العودة إلى نشاط مكثف في الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي».
تزامناً مع اللقاء، أصدرت الفصائل الفلسطينية مواقف متشدّدة أكّدت فيها عدم جدواها. ورأت «حماس» أن المفاوضات في عمّان استجابة واضحة للابتزاز والضغط الإسرائيلي والأميركي.
وقال المتحدث فوزي برهوم إن «إصرار السلطة الفلسطينية على الاستمرار في المفاوضات مع العدو، رغم التوافق الوطني على رفضها، سيكون أكبر خطر على القضية الفلسطينية». ورأى أن هذه اللقاءات هي «استجابة واضحة للابتزاز والضغط الإسرائيلي والأميركي على حساب مصالح شعبنا، وضربة موجهة إلى جهود المصالحة والتوافق الوطني».
وشدد على أن «المطلوب وقفها (المفاوضات) فوراً والإسراع في إنجاز المصالحة وإيجاد أكبر حالة إسناد للقضية الفلسطينية على المستوى الجماهيري والرسمي، بدلاً من تنفيس التعاطف الكبير الحاصل معها».
أما حركة «الجهاد الإسلامي»، فرأت أنّ العودة إلى المفاوضات تنكّر واضح للإجماع الوطني وضربة لجهود تحقيق المصالحة ووحدة الموقف الفلسطيني.
ورأت في بيان أن «العودة إلى المفاوضات عبر لقاءات عمّان هي تفريغ للمصالحة من أي مضمون، وخطوة انفرادية، وتنكّر واضح للإجماع الوطني يُمثّل ضربةً لجهود تحقيق المصالحة ووحدة الموقف الفلسطيني».
وشددت على أن هذه الخطوة هي «استمرار للسياسات العقيمة المرتهنة للاحتلال وللأجندة الأميركية التي كانت سنوات الانقسام المرّة إحدى نتائجها».
كذلك انتقدت بدورها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» استمرار اللقاءات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة، كايد الغول، مسؤول فرعها في قطاع غزة، إن «استمرار اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية يسمّم الأجواء الفلسطينية، وجهود المصالحة»، مطالباً بالتوقف عن «لقاءات كهذه لا طائل من ورائها، والاهتمام بالوحدة الفلسطينية».
ودعا إلى «اعتماد عملية سياسية مغايرة تنطلق من الدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة هدفه فقط بحث آليات إنفاذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحق العودة وتقرير المصير والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة كاملة السيادة عليها».
في سياق آخر، أكّد مصدر مسؤول في حركة الجهاد الاسلامي أن السلطات الأردنية رفضت دخول وفد الحركة للمشاركة في اجتماعات لجنة متابعة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية التي ستعقد في عمّان. وقال إن «الخطوة الأردنية غير مبررة وغير مقبولة في ظل الجهود المبذولة للوصول إلى وحدة ومصالحة فلسطينية»، مطالباً السلطات الأردنية بـ«العودة عن قرارها والسماح لوفد الحركة بالدخول إلى الأردن والمشاركة في تلك الاجتماعات».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)