فيما لا تزال عملية التسوية تواجه عقبات، مصدرها الجانب الإسرائيلي المُحتّل، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «التزام الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام العادل والدائم، القائم على حل الدولتين لإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967»، بينما اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث حكومة إسرائيل بـ«وضع العراقيل أمام المفاوضات لإفشالها وتحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية».
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن عباس، خلال استقباله في مقر الرئاسة في مدينة رام الله وفداً من نواب حزب ميرتس في الكنيست الإسرائيلي برئاسة رئيسة الحزب زهافا جلئون، أشار إلى أن «القيادة معنية بإنجاح المفاوضات التي انطلقت مع الجانب الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء الصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي»، منوهاً بأن «استمرار النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية لا يخلق المناخ المناسب للمفاوضات الحالية»، كما رأى أن «الإفراج عن الأسرى هو قضية منفصلة عن انطلاق المفاوضات».
ونسبت وكالة «وفا» إلى جلئون «تأكيد دعم الحزب لتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967».
وفي خبر متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» على موقعها الإلكتروني أن الرئيس عباس وجه دعوة إلى أعضاء «منتدى حل الصراع العربي الإسرائيلي» من أعضاء الكنيست، برئاسة ممثل حزب العمل حيليق بار، لزيارة مقر المقاطعة في رام الله، في الثالث من الشهر المقبل.
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الزيارة تأتي في أعقاب الاجتماع الذي عقد في الكنيست قبل حوالى 3 أسابيع بدعوة من أعضاء المنتدى المذكور، وشارك فيه أربعة مسؤولين فلسطينيين إلى جانب 36 من أعضاء الكنيست الإسرائيلي.
أما شعث، فقد أشار الى «التصريحات العديدة التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين والرافضة لحل الدولتين ولحقوق شعبنا الفلسطيني».
وأوضح خلال لقاء مع سفير جنوب أفريقيا لدى السلطة الفلسطينية، أن «الاحتلال يريد مفاوضات شكلية يحقق من ورائها مكاسب سياسية، في مقدمها تخفيف العزلة الدولية، وأن الخيارات مفتوحة أمام القيادة الفلسطينية للرد على السياسات الإسرائيلية».
وحذر شعث من «خطورة الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة في مدينة القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لعملية تهويد ممنهجة تهدف إلى تقسيمه والسماح للمتطرفين اليهود بالصلاة فيه، على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل».
من جهة أخرى، انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، غياب الأميركيين عن جولات المفاوضات التي أجريت مع الإسرائيليين، وآخرها التي عقدت الثلاثاء الماضي في القدس المحتلة، مشيراً إلى أن واشنطن أكدت أنها ستكون طرفاً مباشراً في العملية التفاوضية.
ورجح عبد ربه في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أن يكون «موقف إسرائيل وإصرارها هما سبب الغياب الأميركي»، معتبراً أن «ذلك مؤشر إلى كيفية سير المفاوضات وإلى أين يمكن أن تذهب، وخاصة إذا كانت الولايات المتحدة لا تجرؤ على فرض حضورها في إطار هذه العملية السياسية».
لكن عبد ربه توقع أيضاً «ألا يكون لحضور الولايات المتحدة، حال تحققه، تأثير حاسم على مسار المفاوضات»، مضيفاً إن واشنطن «لم تضع ثقلها لوقف الكثير مما يجري، وخاصة استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية».
في سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بأن تقام دولة فلسطينية في نهاية الفترة الزمنية التي حددت للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وهي تسعة أشهر.
ودعا لافروف، خلال لقائه رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى متابعة مفاوضات السلام التي استؤنفت بعد توقف استمر ثلاث سنوات.
وقال لافروف في بداية اللقاء، «نريد أن تندرج المفاوضات التي استؤنفت لتوها في إطار الفترة الزمنية المحددة، وأن تؤدي إلى نتيجة نأمل جميعاً أن تكون تسوية نهائية، حتى تقام دولة فلسطينية تعيش في سلام مع إسرائيل».
من جانبه، أعلن عريقات أن فلسطين مهتمة بتنسيق خطواتها مع موسكو حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.