بين تفاؤل روسيا بشأن امكان عقد مؤتمر «جنيف 2» في أيلول المقبل، واستبعاد وزير الخارجية الأميركية جون كيري امكان إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية الأردنية، تقف بريطانيا بين خطين، أولهما استبعاد تسليح المعارضة نهائياً، وثانيهما خيار التدخل العسكري لمنع وصول السلاح الكيميائي إلى تنظيم «القاعدة». وأشار وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى «صعوبة إقامة منطقة عازلة على الحدود الأردنية _ السورية في الوقت الحالي، لأنها تحتاج إلى قرار بالإجماع من مجلس الأمن الدولي»، لافتاً خلال زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن برفقة نظيره الأردني ناصر جودة، إلى أنّ «تدخل الأسرة الدولية في سوريا ليس بالأمر البسيط».
من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّ موسكو تعول على عقد مؤتمر «جنيف 2» في أيلول المقبل، قبل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في موازارة ذلك، أشار وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، خلال حفل تكريم رئيس أركان الجيش البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز الذي أحيل على التقاعد، إلى أنّ «حكومته لن تستبعد أي خيار من الطاولة حين تناقش أفضل الطرق للتعامل مع الوضع في سوريا»، مستبعداً «احتمال أن تنشر قوات بريطانية هناك».
وكان ريتشاردز قد كشف أنّ بلاده تستعد لخوض حرب جديدة في سوريا لمنع وقوع أسلحتها الكيميائية في أيدي تنظيم القاعدة. ولفت، في مقابلة مع صحيفة «ذي صن»، إلى أنّ بريطانيا «تضع أيضاً خططاً لعملية كبرى جديدة في سوريا ستقودها القوات الخاصة، بعدما أصبح خطر الإرهاب فيها أكثر هيمنة في رؤيتنا الاستراتيجية لما يمكن القيام به هناك، وسنتحرك بالتأكيد للتخفيف منه إذا تطور هذا الخطر، ونحن على استعداد للقيام بذلك»، دون أن يستبعد خيار الحرب لفترة محدودة.
كذلك رأى ريتشاردز في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي دايلي تلغراف» أنّ منطقة الحظر الجوي التي تدعو اليها المعارضة السورية يجب أن تقترن بتدخل مسلح حتى تؤدي إلى إطاحة النظام الحالي.
في سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة على تفكير الحكومة البريطانية أنها تخلت عن خطط لتسليح المعارضة السورية، وأنها تعتقد أنّ الرئيس بشار الأسد قد يبقى في منصبه سنوات.
وقالت هذه المصادر لوكالة «رويترز» إنّ «من الواضح أن بريطانيا لن تسلح المعارضة على أي حال أو بأي شكل أو صيغة»، كذلك أضافت أن بريطانيا «ستقوم بتدريبهم (المعارضة) وتقدم إليهم مشورة تكتيكية وتزودهم بالمعلومات وتعلمهم القيادة والسيطرة، لكن الرأي العام سواء - أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا - يعارض التدخل».
من جهة ثانية، أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتين ديمبسي أن وزارة الدفاع الأميركية لا تخطط لتدريب مسلحي المعارضة السورية. وفي معرض رده على أسئلة بعض أعضاء مجلس الشيوخ، نفى ديمبسي وجود نية لدى وزارته لذلك، وقال «لن يحدث هذا عبر وزارة الدفاع. ربما بسبل أخرى أو دول أخرى». ورأى، في نفس الوقت، أن واشنطن تسعى إلى تقوية خصوم الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه أطلع الرئيس باراك أوباما على خيارات التدخل العسكري في الأزمة السورية.
في إطار آخر، توجه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أفيف كوخافي، إلى الولايات المتحدة الأميركية، للقاء نظرائه الاميركيين، واجراء سلسلة من اللقاءات لبحث موضوعات استخبارية تتعلق بتطورات الساحة السورية والمنطقة.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن كوخافي سيبحث مسائل تنسيق المواقف بين الجانبين، في ما خص توجه روسيا نحو تزويد دمشق صواريخ «إس 300»، رغم معارضة تل ابيب وواشنطن.
في إطار آخر، طالب ولي العهد السعودي، سلمان بن عبد العزيز، خلال استقباله رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا، بـ «وضع حد للإبادة والتجويع اللذين يتعرض لهما الشعب السوري».
إلى ذلك، حذرت كل من رئاسة «الائتلاف» و«هيئة الأركان العامة للجيش الحر» من القتال الجاري بين المقاتلين الأكراد و«جبهة النصرة» في منطقة رأس العين شرق سوريا، منبّهين من الوقوع في «فخ التناحر».
من جهته، أبدى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو «قلقه من امتداد أعمال العنف إلى حدود تركيا»، داعياً مرة أخرى «مجلس الأمن المنقسم بشأن سوريا إلى اتخاذ موقف».
في السياق نفسه، بعد سيطرة وحدات الحماية الشعبية الكردية (YPG) على كامل مدينة رأس العين، أول من أمس، دارت اشتباكات بينها وبين «جبهة النصرة» في «أصفر نجار» وقرية تل حلف التي تبعد حوالى 4 كيلومترات جنوب غرب المدينة.
ولم تنحصر الاشتباكات بين الطرفين في هذه المنطقة، بل امتدت إلى مناطق غربي القامشلي الغنية بالنفط، حيث نشبت اشتباكات في قرى جل آغا (الجوادية)، وكري فاتيه، وتل علو، وكرهوك، وعلي آغا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)