بالتزامن مع تقدّم الجيش السوري على محاور عديدة، وطوق نيرانه المستمرّ في ريف دمشق والغوطة الشرقية، اعتبرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ الهدف من تسليح المعارضة السورية هو «ترجيح كفة الميزان» لصالح الأخيرة، ومن ثم التفاوض على رحيل النظام. لكن الحقيقة هي أنّ الدولة السورية تسيطر على كبرى المدن السورية باستثناء حلب التي، وباعتراف أحد قادة «جبهة التوحيد»، يؤيد سبعون بالمئة من سكانها النظام، بحسب الصحيفة. وتضيف: «وهكذا فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرسال قوات مقاتلة أميركية، بريطانية، وفرنسية بدلاً من السلاح». وترى الصحيفة أنّ حرباً كهذه ستكون أقرب إلى ما حدث في أفغانستان وشمال العراق وليبيا، «فقد تعلمنا من هذه الحروب الثلاثة أنّ أي تدخل لواشنطن وحلفائها في سوريا يعني أنهم سيكونون اللاعبين الأساسيين. وهناك كثير من الأدلة التي تشير إلى ذلك».
وتقول «الإندبندنت» إنّ رئيس «هيئة أركان الجيش الحر»، سليم إدريس، يعطي وقتاً للمقابلات الصحافية، أكثر من قيادته لقوّاته. فحجم «البروباغندا» المستخدمة لتبرير التدخل الغربي في سوريا هائل، بسبب افتقاره للشعبية. كما أنّ التهم الموّجهة للنظام باستخدام غاز السارين مثيرة للريبة. فلماذا يستخدم النظام أسلحة كيميائية قد تؤدي إلى تدخل غربي داخل بلاده»، تسأل الصحيفة البريطانية.
ميدانياً، واصل الجبش السوري عملياته في محيط دمشق، واستهدف تجمعات المسلحين في مناطق زملكا والمليحة، مواصلاً فرض حصاره على دوما، وقصف مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام.
في وقت، أشارت تنسيقيات المعارضة إلى «انفجار عبوة ناسفة بسيارة وقع في منطقة الأبراج في الحاجبية بمنطقة الصناعة بدمشق، تبعه توافد لسيارات الإسعاف وانتشار أمني كثيف». وأضافت أنّ اشتباكات دارت في حي القدم، بالتزامن مع قصف طال مناطق في مخيم اليرموك.
وأضافت أنّ «قصفاً استهدف بلدة عربين، بالتزامن مع قصف من الدبابات المتواجدة على حواجز طريق جديدة صحنايا على المنطقة الغربية من مدينة داريا، كما دارت اشتباكات بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي في بلدة الذيابية».
وفي حلب، أشارت المعارضة إلى «العثور على 4 جثث تمّ اعدام أصحابها ميدانياً في بلدة الرشادية»، في وقت تعرض قيه حيّا الشيخ مقصود والمشهد للقصف، فيما دارت اشتباكات في حيّ سيف الدولة، وحيّ الأشرفية، ومحيط ثكنة المهلب، ومحيط مبنى الدفاع وأطراف الخالدية ومنطقة السويقة.
كذلك تعرضت بلدة الأتارب ومحيط مطار كويرس العسكري للقصف، بحسب تنسيقيات المعارضة.
وحقّق الجيش السوري، صباح أمس، تقدماً هاماً في منطقة يسيطر عليها مسلحون شرق سوريا، وبسط سيطرته على قرى عدة تمتد من بلدة تل حميس حتى تل أحمد بريف مدينة القامشلي.
كما نفّذ الجيش سلسلة من العمليات ضد المسلحين في مركز انعاش الريف، وأم كهف، وصالة محمد الفارس، ومفرق الشورة.
إلى ذلك أصيب ثلاثة مواطنين جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون قرب مدرسة القادسية بشارع الوحدة في القامشلي، وتسبب الانفجار في أضرار مادية كبيرة في المنطقة.
وفي ريف ادلب، واصلت وحدات الجيش عملياتها، مستهدفة مواقع للمسلحين في قرى حلوذ والغسانية بريف جسر الشغور، ما أدى لمقتل 4 مسلحين وجرح آخرين.
كما استهدف تجمعات للمسلحين في تفتناز، وبنش، وسرجه، ورام حمدان، وحزانو، وشيخ بحروتل، والحميدية، وأم جرين.
واستهدف الجيش بسلاح المدفعية مواقع تمركز للمسلحين في نحلة، ومعترم، وكفرشلايا، بريف أريحا والقنية، والناجية، ومفرق الجانودية بريف جسر الشغور.
من جهة أخرى، وفي ريف حمص، أفادت وكالة الأنباء السورية بأنّه «تم رصد مجموعة إرهابية أثناء محاولتها التسلّل إلى داخل الأراضي السورية من لبنان، عبر موقع الطاحونة وتم إيقاع إصابات مباشرة في صفوفها».
وأضافت الوكالة أنّ وحدات أخرى من الجيش استهدفت تجمعات للمسلحين المعارضين في تلدو، وتلدهب، وكفرلاها بريف الحولة، وفي الرستن التحتاني وتجمعاً آخر على الطريق بين الرستن وحربنفسه بريف حماه.
في سياق آخر، خرج المئات من أهالي مدينة سراقب بريف ادلب بتظاهرة مناهضة لتنظيم «جبهة النصرة» التي تقوم باعتقال المواطنين تحت مظلة «المحكمة الشرعية».
وطالب المتظاهرون الجبهة بالخروج من مدينتهم، فقام عناصرها باطلاق النار في الهواء لتفريقهم، واعتقال عدد منهم.
في سياق منفصل، عمدت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «لواء صقور الشام» إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة بسبب خلاف بينها وبين مجموعة المدعو حسن الحمود، التي تتمركز في المدينة.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «جورناليه» الإيطالية، أمس، بمقتل إيطالي كان يقاتل ضمن صفوف مسلحي المعارضة. وقالت الصحيفة إن «جوليانو إبراهيم ديلنيفو، الذي اشهر اسلامه في وقت سابق، وانضم إلى عدد من الثوار، قتل في سوريا». وأكدت أن ديلنيفو البالغ من العمر 24 عاماً من مدينة جنوى، تسلّل الحدود التركية ــ السورية العام الماضي.
وفي سياق آخر، اعتصم سوريون أمام السفارة التركية بدمشق، وذلك للتضامن مع الشعب التركي. العنوان الرئيسي للاعتصام كان «الجمهوريات باقية وحكم الإخوان زائل»، إلى جانب عدد من الشعارات التي رفعها المعتصمون للتنديد بسياسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
(الأخبار، أ ف ب، سانا)