القاهرة | في خطوة عدّها البعض محاولة لأخونة مختلف مؤسسات الدولة، أصدر الرئيس محمد مرسي قراراً جمهورياً باعتماد تغييرات جديدة شملت 17 محافظة، ضمت 9 محافظين من جماعة الإخوان المسلمين و6 من العسكريين للمحافظات الحدودية، في مغازلة ضمنية للقوات المسلّحة، المؤسسة الوحيدة التي لم تنل منها الجماعة. وكان للأقصر، المحافظة التي تحوي ثلث آثار العالم، محافظ ينتمي إلى حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية. وكان تعيينه بمثابة الطامة الكبرى في هذه التعيينات؛ لكونه أحد قادة الجماعة الاسلامية وأميرها في أسيوط. ويذكر لهذه الجماعة ارتكابها مذبحة الدير البحري عام 1997، التي راح ضحيتها عشرات الضحايا في الأقصر.
ورأى القيادي الإخواني أحمد مطر، أن اختيار توقيت حركة المحافظين فيه قوة وذكاء، مشيراً إلى أن الأسماء جاءت كما تسربت منذ شهور، مشيراً إلى أن خطوة الرئيس باستبعاد معظم الفلول وضباط أمن الدولة وإخراجهم من هذا المنصب تفوقٌ يحُسب للرئيس.
في المقابل، عبّر المواطنون عن رفضهم لهذا التعيين عبر تظاهرات غضب ببعض المحافظات، فيما زاد إصرار المعارضة على الحشد في 30 يونيو وضم شعار لا «لأخونة الدولة» ضمن شعارات هذا اليوم. وعقب القيادي في جبهة الإنقاذ عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، على حركة المحافظين، في حديث لـ«الأخبار»، قائلاً: «لا يمكن ترجمتها إلا أنّها مزيد من الأخونة وتولية أهل الثقة»، مشيراً إلى أن النظام يرسل رسالة أنّه غير مستعد للاستجابة لمطالب الناس وماضٍ قدماً في سياساته التي تزيد الغضب والاحتقان، واصفاً إياه بأنه «تصعيد سياسي من جانب النظام قبل يوم ٣٠ يونيو».
وتابع قائلاً إن «تعيين محافظ للأقصر ينتمي إلى الجماعة الإسلامية التي يحرّم قادتها السياحة وينادون بتحطيم الآثار ويعادون الصوفيين علناً، يعدُّ قراراً جانبه الصواب، بل هو قرار ضد السياحة والاستقرار».
وأشار المتحدث باسم لجنة انتخابات جبهة الإنقاذ، محمود العلايلي، بدوره، إلى أن حركة المحافظين الجديدة، تؤكد أن الجموع التي تطالب بإسقاطه وإسقاط نظامه محقة؛ لأنّ «المسار الذي يأخذنا إليه مرسي من استحواذ الأهل والعشيرة لن يرضى عنه المصريون، ولن يرضوا بأن يحكمهم تنظيم». وأضاف أن حركة المحافظين تحفز المصريين على المشاركة في 30 يونيو لإسقاط النظام، والتخلص من جماعة تصر على الاستحواذ على كل شيء».
بدورها، دعت النقابات والغرف السياحية جموع العاملين في القطاع السياحي للنزول والتظاهر ضدّ المحافظ ذي الخلفية المتشددة، لما يهدده من خطر على مسار السياحة بالمحافظة.
عبارات وهتافات المطالبة بالرحيل عادت مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن موجهة إلى الرئيس، بل إلى المحافظين الجدد، الذين أدوا اليمين صباح أمس، أمام الرئيس. ورأت اللجنة التنسيقية لـ30 يونيو أن هذه التعيينات تمكين لجماعة الإخوان المسلمين، وتؤكد رغبة الجماعة في السيطرة على مفاصل الدولة.
المحلل السياسي خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دورهام، أوضح لـ«الأخبار»، أن كل القرارات والتحركات الأخيرة تؤكد السقوط السريع للإخوان، وتشجع على التمرّد والعصيان.