المنامة | شهدت أكثر من 50 منطقة من بلدات وقرى البحرين انتشاراً أمنياً كثيفاً لقوات الأمن ومكافحة الشغب والشرطة التابعة لوزارة الداخلية منذ ليل الأربعاء ــ الخيمس، تمهيداً لقمع فعاليات «إضراب الكرامة 2»، التي دعا إليها «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» في ذكرى دخول قوات «درع الجزيرة» إلى المملكة في 14 آذار 2011.
وخرج المتظاهرون من كل البلدات والقرى إلى الشوارع تنديداً بقوات «درع الجزيرة» في الذكرى الثانية لدخولها البحرين. وأغلقوا الشوارع بالحواجز والإطارات المشتعلة، قبل أن تقوم جرافات تابعة لوزارة الداخلية بإزالتها. فيما قمعت قوات مكافحة الشغب المواطنين الذين نظموا مسيرات سلمية، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح «الشوزن».

وفي العاصمة المنامة، أغلق المتظاهرون شوارع الشيخ عبد الله في السوق القديم وسط العاصمة، والشارع المؤدي إلى القاعدة الأميركية في الجفير. واقتحمت القوات برفقة ميليشيات مدنية حي المخارقة، القريب من مبنى وزارة الداخلية من جهة القلعة، وأطلقت الغازات المسيلة للدموع بكثافة نحو المتظاهرين، الذين أضرموا النار في إطارات قرب المحكمة القديمة وسط العاصمة. كما شهدت منطقة الدية القريبة من دوار اللؤلؤة مسيرة حاشدة.

وسيّرت قوات مكافحة الشغب دوريات راجلة في بلدة الدير، وأطلقت رصاص «الشوزن» على المتظاهرين قرب مطار البحرين الدولي، كما اعتقلت 4 مواطنين. فيما ذكر شهود عيان أن «ميليشيات أمنية» دهست مواطناً بسيارة. وقد أقرّت وزارة الداخلية لاحقاً على حسابها في «تويتر» بإصابة «أحد المحتجين في المنطقة بعد سقوطه من أحد المنازل»، واصفة إياه بـ«المخرب».

وفي البلد القديم، تمكن المتظاهرين من الحفاظ على الشوارع مغلقة وإبقائها مشلولة عن الحركة بعد صدامات عنيفة مع قوات الأمن، أعقبها انسحابهم بعد إطلاق «الشوزن» على المتظاهرين.

وبالرغم من الحضور الأمني المكثف، أغلق محتجّون عدداً من الشوارع الرئيسية بالحواجز في بلدة عالي، حيث وقعت صدامات بين الشرطة والمحتجين. وبعد إغلاق النفق المؤدي إلى بلدة بوري، وقعت صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وتمدّدت إقامة الحواجز والاشتباكات الى الدراز ومدينتي عيسى وحمد والمحرق وبني جمرة وسلماباد وسند وسار وشهركان والمالكية وكرانة وباربار وجنوسان وجد الحاج والهملة، فيما أغلق محتجون شارع الخدمات في جد علي بالإطارات المشتعلة.

وفي السلمانية، انتشرت قوات الأمن بكثافة عند المدخل الرئيسي للقرية وقامت بعمليات تفتيش للمواطنين، كما انتشرت داخل المستشفى وفرضت استنفاراً في قسم الطوارئ.

واستولى متظاهرون في منطقة رأس رمان على شوارع حيوية قريبة من المنطقة الدبلوماسية، حيث وقعت صدامات في منطقتي الجفير والحجر. فيما حلقت مروحيات تابعة للداخلية في منطقتي جد حفص والسنابس وعلى بعد مئات الأمتار من دوار اللؤلؤة.

وتحدث نشطاء عن اعتقال العشرات في مناطق مختلفة، إضافة إلى عشرات الإصابات، بينها حالات وصفت بالخطيرة. وكانت الصدامات قد بدأت في ساعات الفجر الأولى، بحيث حاولت القوات الأمنية توجيه ضربات استباقية في عدد من المناطق والقرى في مسعى لإرباك فعاليات «إضراب الكرامة 2».

من جهة ثانية، شهدت معظم المدارس البحرينية إضراباً من الطلبة الذين تلقوا تهديدات من عدد من مديري ومديرات المدارس جراء التغيب عن الحضور، وذلك من خلال توجيه إنذارات لهم باستدعاء أولياء أمورهم. وقدّر موظف في وزارة التربية والتعليم حجم الإضراب في مدارس البحرين في الذكرى الثانية لدخول قوات «درع الجزيرة» بـ 80 في المئة.

بدورها، قامت وزارة الخارجية السعودية بتحذير رعاياها في البحرين، وطلبت منهم الابتعاد عن مواقع الاضطرابات والتجمعات، ونشرت أرقام اتصال تابعة للسفارة السعودية في المنامة في حال طلب المساعدة.