لقاءات ثلاثية أم رباعية أم ثنائية. الصورة أضحت أكثر ضبابية بعد سلسلة تصريحات عن اللقاء المنتظر بين مملثي موسكو وواشنطن والأخضر الإبراهيمي وأحمد معاذ الخطيب. مصادر المعارضة أكّدت اللقاء، فيما رأت موسكو أنّ هذه الأنباء «لا تنطبق مع الواقع». كما أنّ مسؤولاً بالأمم المتحدة قال إنّه لا توجد أيّ خطط لعقد اجتماع مشترك.مصدر رفيع في المعارضة السورية قال لوكالة «رويترز» إنّ المعارضة ستلتقي بمسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في ميونيخ اليوم لمناقشة التحول السياسي في سوريا، على هامش مؤتمر الأمن والتعاون المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية. وأضاف المصدر أنّ «الإبراهيمي أبلغ الخطيب بأنّ الاجتماع سيكون رباعياً». وقال المصدر إنّ المكتب السياسي للائتلاف المعارض انتخب لجنة لصياغة بيان سياسي يضع استراتيجية للسلام «أو المضيّ قدماً في الحرب»، إذا فشلت الجهود الدولية في التفاوض لانهاء حكم النظام الحالي.

في المقابل، في ما ممكن أن يعدّ اجهاضاً للقاء «الرباعي» المرتقب، أشار نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، إلى أنّ برنامج وزير الخارجية سيرغي لافروف لا يتضمن لقاء رباعياً في ميونيخ مع رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد معاذ الخطيب، ونائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، والمبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. ورأى غاتيلوف، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، أنّ الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام حول هذا اللقاء «لا تتطابق مع الواقع».
وأضاف غاتيلوف «نعتبر أنّ من المهم توسيع دائرة المشاركين بدعوة دول أخرى، كإيران والسعودية، ونعتبرهما لاعبين هامين في عملية التسوية السورية وهما يستطيعان الاسهام بشكل ايجابي في هذا العمل».
في موازاة ذلك، أكّد مسؤول في الأمم المتحدة، لوكالة «رويترز» أنّه لا توجد أيّ خطط لعقد اجتماع مشترك. وأشار، المسؤول المتواجد في ميونيخ، إلى أنّ «المبعوث الخاص للأمم المتحدة لن يشارك في أيّ اجتماع ثلاثي»، مضيفاً أنّ الإبراهيمي يعتزم عقد لقاءات منفصلة مع بايدن والخطيب ولافروف.
وفي تأكيد جديد على رفض واشنطن تسليح المعارضة السورية، أعلن المرشح لمنصب وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، خلال جلسة الاستماع في لجنة مجلس الشيوخ لشؤون القوات المسلحة، أنّه لا يؤيّد فكرة توريد السلاح إلى المعارضة السورية. ورأى هيغل أنّ الإدارة الأميركية يجب أن تواصل تقديم المساعدات «غير القاتلة» للمعارضة غير المسلحة في سوريا. وأعرب عن قناعته بأن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، ويجب أن يتنحى من أجل ضمان حلّ سياسي للأزمة. وقال: «إنني أؤيد موقف الإدارة (الأميركية) من الأزمة المستمرة في سوريا، الذي يقضي بممارسة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على نظام الأسد».
بدورها، حذّرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في تصريحها الأخير على رأس الدبلوماسية الأميركية، كلّا من إيران وروسيا من الاستمرار في دعم النظام السوري عسكرياً ومالياًَ.
وقالت كلينتون «الإيرانيون قالوا بوضوح إنّ بقاء الأسد في السلطة أولوية بالنسبة إليهم، ونحن نعتقد أنهم تصرفوا على هذا الأساس من خلال ارسال المزيد من الرجال لمساعدة الأسد ولدعم قواته المسلحة». وأضافت «أعتقد أيضاً أنّ الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية».
وأشادت كلينتون برئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب، وقالت «أعتقد أنّه لم يكن شجاعاً فقط (بسبب تصريحه) بل ذكياً أيضاً، عندما قال إنّه إذا تحققت شروط معيّنة فإنّنا سنبدأ مناقشة انتقال سياسي».
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّه «لا دور لمن تلطخت أيديهم بالدماء في المرحلة المقبلة بسوريا». ورحّب، بعد لقائه نظيره الأردني ناصر جودة في باريس، بعرض الحوار مع ممثلين للنظام السوري الذي تقدم به رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب. واعتبر أنه «اقتراح جدير بالتقدير الكبير». ووصف الخطيب بأنه «رجل صاحب عزيمة» رفض التحاور مع الاسد.
وأضاف «لدينا تقدير كبير للمواقف التي يتخذها الائتلاف. لهذا السبب ندعم الائتلاف تماماً».
من جهته، اعتبر جودة أنه «ينبغي العمل من أجل حل سياسي في سوريا». وأضاف قلنا ذلك دائماً»، مشيداً بـ«الموقف المنفتح» الذي أبداه الخطيب، وذلك بعد أيام من تحذيرات الملك الأردني، عبد الله الثاني من احتمالات تقسيم سوريا بقوله «التحدي الذي نواجهه هو أنه كلما طال أمد النزاع في سوريا تعمق انهيار الدولة داخلياً. وهنا نسمع من جديد أحاديث حول إمكانية تفكك سوريا وتقسيمها إلى دول صغيرة وهو ما أعتقد أنه أمر كارثي وسنعاني منه لعقود قادمة».
في غضون ذلك، كرّرت الصين موقفها المعتاد منذ بداية الأزمة السوررية، وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، إلى أنّ «الحلّ السياسي هو الطريقة العملية الوحيدة للخروج من أزمة سوريا».
إلى ذلك، أعربت موسكو، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفتش، عن أملها ألا تكون تصريحات السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بخصوص الوضع في سوريا واعلان جنيف تعكس الموقف الرسمي لواشنطن.
وكان فورد قد قال إنّ «الرئيس بشار الأسد ونظامه يفقدان السيطرة تدريجياً على الأرض»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة ستتعاون مع الحكومة السورية الموقتة، حين يتم تشكيلها، بنفس الطريقة التي تتعامل فيها مع الائتلاف الوطني».
وشهدت سوريا، أمس، تظاهرات متفرقة، تحت شعار «المجتمع الدولي شريك الأسد في مجازره»، بالتوازي مع اشتباكات مسلحة تركّزت في ريف دمشق.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)