لم ينجح «الائتلاف» السوري المعارض في تشكيل «حكومة انتقالية»، و«رحّل» مسعاه إلى لقاءات جديدة، فيما رأى نبيل العربي أنه لا بارقة أمل بالنسبة إلى مهمة الأخضر الإبراهيمي، وذلك بالتزامن مع وصول بطاريتي باتريوت «أطلسية» إلى تركيا. وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض، في بيان، إنّه لم يتمكن من الاتفاق على حكومة انتقالية لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأشار إلى أنّه شكّل لجنة لوضع مقترحات بخصوص الحكومة، وتقديمها للائتلاف خلال عشرة أيام بعد أن انفضت المحادثات دون الاتفاق على رئيس الوزراء الموقت.
والمحادثات، التي بدأت يوم السبت في اسطنبول، هي ثاني محاولة للائتلاف لتشكيل حكومة. وقال أحد المعارضين البارزين (طلب عدم نشر اسمه)، من داخل الاجتماع: «هذه ضربة كبيرة للثورة على بشار الأسد». وأضاف أنّ نصف أعضاء الائتلاف يعارضون فكرة تشكيل حكومة انتقالية تماماً، حتى بعد أن تخلى الائتلاف عن شرط سابق بالسماح لأعضاء الائتلاف بالعمل في الحكومة.
وقال الائتلاف إنّ اللجنة ستتشاور مع قوى المعارضة، و«الجيش السوري الحر» والدول الصديقة لمعرفة آرائها بشأن تشكيل الحكومة، وإلى أي مدى يمكن أن تراعي هذه الأطراف الالتزامات الضرورية حتى تكون قادرة على البقاء مالياً وسياسياً. وكانت مصادر في اسطنبول قد أفادت، أول من أمس، بأنّ رئيس الائتلاف معاذ الخطيب توجّه إلى قطر للحصول على تعهدات بمساعدات مالية لحكومة انتقالية. والخطيب عضو في اللجنة إلى جانب رجل الأعمال مصطفى الصباغ، الذي تربطه صلة وثيقة بقطر، والشخصية القبلية أحمد الجربا الذي تربطه علاقات بالمملكة العربية السعودية، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، إضافة إلى أحمد سيد يوسف، وبرهان غليون.
من ناحية أخرى، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمام القمة العربية الاقتصادية في الرياض، أنّه لا توجد حتى الآن «أي بارقة أمل» بنجاح مهمة الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي. وأضاف العربي، في كلمته: «أضع أمام هذا المحفل طرحاً ضرورياً، هو دعوة مجلس الأمن لأن يجتمع فوراً، ويصدر قراراً ملزماً بوقف إطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سوريا». ودعا إلى «انتشار قوة مراقبة دولية للتحقق من أنّ القتال قد توقف، حتى يمكن أن تتحقق طموحات ومطالب الشعب السوري الذي انتفض منذ عامين».
وفي القمة نفسها، رأى الرئيس المصري محمد مرسي، ان الشعب السوري «يتعرض يومياً ليس فقط للقتل والتدمير بصورة وحشية من النظام واعوانه بل ايضاً لمعاناة في حياته اليومية وتدمير لبنيته الأساسية، وينعكس ذلك سلباً على الاحتياجات الإنسانية ويقوض فرص تحقيق التنمية المستدامة ويتطلب جهداً بعد انتهاء الصراع لتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري». وأكد أن «مسؤوليتنا تجاه الشعب السوري تحتم علينا سرعة الحركة مع المجتمع الدولي لوقف نزف الدم وإنهاء حقبة الحكم الحالية في سوريا وتمكين الشعب السوري من تحقيق ما يريد».
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع السوري، فهد جاسم الفريج، أنّ بلاده «ستفشل المؤامرة» عليها و«تحقق النصر» بعد «تدمير العصابات الارهابية»، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري. وقال الفريج، خلال تفقّده تشكيلاً عسكرياً، إنّ «سوريا هي الدولة الوحيدة التي تعمل على تحرير فلسطين والدول العربية المحتلة، لذلك يتآمرون عليها بقيادة صهيونية أميركية، وبتمويل من بعض الأنظمة العربية لمصلحة إسرائيل». وتابع أنّ الجيش السوري «استطاع خلال العامين الماضيين من المؤامرة أن يوقع الخسائر الجسيمة في صفوف العصابات الارهابية المسلحة، التي أدخلها المتآمرون وجندها المتآمرون في داخل القطر العربي السوري». في سياق آخر، أكد وزير الكهرباء، عماد خميس، أنّ الورشات المختصة تواصل عملها لإعادة التيار الكهربائي إلى المنطقة الجنوبية، الذي انقطع أول من أمس، نتيجة اعتداء إرهابي مسلح على خط تغذية رئيسي.
في موازاة ذلك، أفاد حلف شماليّ الأطلسي بأنّ بطاريات صواريخ باتريوت ألمانية وهولندية، وصلت صباح أمس إلى ميناء الاسكندرون. وأضاف المصدر نفسه أنّ سفينة أخرى تنقل بطاريتي صواريخ باتريوت أخريين، لكنها هولندية هذه المرة، وصلت، أيضاً، إلى قبالة الاسكندرون على أن تفرغ حمولتها صباح اليوم «على الأرجح».
واحتجت مجموعة من المتظاهرين أمام مدخل الميناء على وصول هذه الأسلحة إلى تركيا، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. ميدانياً، قالت «لجان التنسيق المحلية» إنّ اكثر القتلى، أمس، سقطوا في دمشق وريفها، بالإضافة إلى سقوط أعداد متفاوتة في كلّ من الرقّة، والحسكة، وإدلب، ودير الزور، وحماه، وحمص وغيرها. ولفتت اللجان إلى اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمسلحين على الطريق السريعة الدولية بين خان شيخون ومعرة النعمان في إدلب، والى تعرض مدينة البوكمال في دير الزور لقصف عنيف، بالاضافة إلى مواصلة المدفعية السورية قصف بلدة الحراك القريبة من درعا.
من ناحيتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إنّ وحدات من الجيش قامت بالقضاء على «الإرهابيين»، وتدمير مقارهم في ريفي دمشق وادلب، والقبض على آخرين ومصادرة أسلحة بالحسكة. وذكر مصدر مسؤول أنّه تمّ خلال العملية «القضاء على عدد من الإرهابيين منهم محمد رسول خرج متزعم إحدى المجموعات الإرهابية، ويوسف الفوال ومحمد حنين ومنيب آدم».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، أمس، أنّها بصدد إرسال طائرتين إلى بيروت لإجلاء المواطنين الروس الراغبين في مغادرة سوريا، والعودة إلى أرض الوطن. وصرحت المتحدثة الرسمية باسم وزراة الطوارئ، إيرينا روسيوس، أنّ من المنتظر أن تتوجه الطائرتان إلى لبنان اليوم الثلاثاء. وأشارت إلى أنّ من المتوقع أن تقل الطائرتان ما يزيد على 100 مواطن روسي.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)