يعيش موسى ماريا الفلسطيني في الضفة الغربية، وبالتالي فهو لا يملك حقاً قانونياً في التصويت في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى الثلاثاء المقبل، لكن ناخباً اسرائيلياً سيُدلي بصوته لصالح القائمة التي يختارها موسى تعبيراً عن احتجاجه على الديموقراطية الاسرائيلية. ويشارك موسى في مشروع «الديموقراطية الحقيقية»، وهي مبادرة مشتركة أطلقها نشطاء سلام اسرائيليون وفلسطينيون تنص على «تبرع» مواطنين اسرائيليين بأصواتهم لفلسطينيين.
وبناء على ذلك، فإن موسى سيصوّت من خلال شاحاف وايزبين لصالح حزب «بلد» العربي الاسرائيلي. وقد طلب من وايزبين التصويت للحزب لإظهار دعمه لحنين الزعبي، العضو في الحزب، والتي واجهت الشهر الماضي محاولات استبعادها من الانتخابات النيابية المقبلة.
وقال موسى ماريا «الاسرائيليون حاولوا منعها من دخول الكنيست، واعتقد أنها تحتاج الى الدعم، وإذا علمت بأن بعض الفلسطينيين يدعمونها كذلك، فإن ذلك سيجعلها تشعر بأنها أقوى»، في إشارة إلى ما واجهته الزعبي من حملة إسرائيلية على خلفية مشاركتها في محاولة كسر حصار غزّة على متن سفينة مافي مرمرة التركية في عام 2010.
وفي الثالث من كانون الثاني، أعلنت وايزبين أنها ستتبرع بصوتها لأن «ملايين الفلسطينيين يتأثرون مباشرة بقرارات وأفعال الحكومة التي أُعطيت أنا الفرصة لاختيارها». وكتبت على صفحتها على «فيسبوك» «هذه ليست ديموقراطية، إنها نظام فصل عنصري». وسيتبرع الناشط الاسرائيلي شمري زاميريت (28 عاماً)، الذي ساعد في إطلاق المبادرة، بصوته الى فلسطيني يبلغ من العمر 19 عاماً، طلب منه مقاطعة الانتخابات التي ستجرى في 22 كانون الثاني. وقال زاميريت «أفضل التصويت، لكنني أرى هذه طريقة شرعية لرؤية الموضوع». وأضاف «من المنطقي تماماً القول إن هذا النظام غير شرعي مطلقاً، بحيث إن المشاركة فيه تعطيه المشروعية».
ويقول الناشطون، الذين يقفون وراء هذه المبادرة، انها تهدف الى تحدي النظام الذين يعتبرونه غير ديموقراطي على الاطلاق. ويوضحون مهمتهم في بيان بالقول إن «الحكومة الاسرائيلية تحكم مواطنين فلسطينيين، لكنها ليست مختارة من قبلهم. وهذا شيء غير ديموقراطي. الديموقراطية تعني حكم الناس من أجل الناس». ويأمل زاميريت أن تجذب المبادرة الانتباه الى انعدام الديموقراطية في الأمم المتحدة، ويدعو الى إصلاح حق النقض «الفيتو» وإعادة تنظيم الأمم المتحدة على خطى الاتحاد الأوروبي. ويضيف «كإسرائيلي، فإنني اعارض حكومتي، وليس لي صوت في الامم المتحدة. اذا نظرت الى الاتحاد الاوروبي، على سبيل المثال، فإن احزاب العمارضة ممثلة، ولكن في الأمم المتحدة فإن الحكومة فقط هي الممثلة». ويوضح أن المبادرة استقطبت آلاف المشاركين، كما استقطبت الكثير من الانتقادات من الاسرائيليين وغيره على موقع «فيسبوك».
في المقابل، فإن بعض الفلسطينيين متوجسون من المبادرة، ورغم أنهم بعثوا برسائل دعم خاصة، إلا أنهم رفضوا الارتباط علانية بالحركة الاسرائيلية الفلسطينية. ويقول زاميريت «من الصعب على الناس المشاركة في شيء يعتبر شراكة اسرائيلية فلسطينية مشتركة. هم خائفون بأن ينظر اليهم كأنهم عملاء».
وحتى مع الادلاء بصوت موسى ماريا، فإن العديد من فلسطينيي 48، سيقاطعون الانتخابات لأسباب سياسية أو لمجرد اللامبالاة. وتقول استطلاعات الرأي ان أقل من 50 في المئة من العرب الاسرائيليين سيدلون بأصواتهم في انتخابات 22 كانون الثاني، وهو ما يعتبره موسى ماريا خطأ فادحاً. ويقول «رسالتي لهم انه اذا كانت هناك أية مشكلة، فإن العثور على الحل يتطلب ان تكون في الداخل». ويضيف «اذا قاطعوا الانتخابات داخل اسرائيل، فهذا معناه أنهم سيخسرون. وإذا كان لديهم مكان في الحكومة، فإن ذلك سيمنحهم فرصة افضل لفعل شيء ما. وحتى لو لم يتمكنوا من ان يفعلوا الكثير، فإنه سيكون لهم صوت».
(أ ف ب)