لم يصدر عن أيّ شخصية دينية أو مجتمعية أيّ تعليق على عمليات التصفية الجسدية التي وقعت
في هذا الوقت، واصلت «حركة رجال الكرامة» التي يقودها الشيخ يحيى حجار (أبو حسن)، عمليات المداهمة في عتيل وبلدات أخرى، بحثاً عمَّن تسمّيهم «بقايا عصابة فلحوط»، ليصل إجمالي مَن تم اعتقالهم إلى 20 شخصاً، سُلّم ثلاثة منهم إلى آل الكويل في مدينة شهبا للاقتصاص منهم. إلّا أن وجهاء العائلة قرّروا عدم التورُّط في «حمام الدم» الذي تشهده السويداء، وقاموا بتسليم اثنين منهم إلى النيابة العامة في السويداء، وأطلقوا سراح الثالث لكونه مصاباً.
وبالعودة إلى مصير فلحوط، أفادت مصادر «الأخبار» بأن حديث الفصائل عن «مصير مجهول» للرَّجل غير منطقي؛ فالأخير انسحب مع عناصره نحو عتيل بعد خسارة مقرّه في بلدة اسليم، إلّا أن عتيل عموماً ومقره فيها خصوصاً، تعرّضا لحصار من قِبَل الفصائل قبل أن تتدخّل «قوة مكافحة الإرهاب» لتشارك في اقتحام المقرّ. وبعد إعلان نبأ اعتقاله - وهو شخصية معروفة بالشكل لعموم سكان السويداء - عادت الفصائل لتقول إنه لم يُعتقل، وهو ما يرجّح فرضيّة أن فلحوط اعتُقل على أيدي «قوّة مكافحة الإرهاب» التي يحتمل أن تسلّمه لـ«التحالف».
واللافت في الحراك الأخير، هو الانتقال إلى العلنيّة في العلاقة بين فصيل مثل «رجال الكرامة» وليث البلعوس، مع فصيل «مكافحة الإرهاب»، الذي يقدِّم نفسه على أنه جناح عسكري لـ«حزب اللواء»؛ والأخير، لا يَخفي علاقته وتنسيقه مع «التحالف الدولي»، بحجّة محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات، كما أن شبهة التمويل الإسرائيلي شبه مثبتة على الحزب الذي يفضّل القائمون عليه العمل من خارج الأراضي السورية لضمان استمرارية عملهم.
وحتى الآن، لم يصدر عن أيّ شخصية دينية أو مجتمعية أيّ تعليق على عمليات التصفية الجسدية التي وقعت على يد الفصائل، لكنّ متابعين يطرحون تساؤلات حول سبب عدم قيام الأخيرة بتسليم المعتقَلين للمؤسّسات الأمنية السورية. كما تُطرح علامات استفهام حول قيامها بتصفية الأسرى، في ما يُعدّ خرقاً للقانون الدولي للحرب. ومن هنا، يرى متابعون أن هذه الجماعات، التي تقدّم نفسها على أنها تَشكّلت لحماية السويداء، باتت تُظهر جنوحاً معلناً إلى تقديم العشائرية على ما سواها من قوانين.