الحسكة | تتصاعد المخاوف الأمنية من تكرار حادثة الهجوم على سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة، في سجون جديدة تضمّ معتقلين من تنظيم «داعش»، في أرياف الحسكة ودير الزور، أو في مخيم الهول، ما يدفع بالأميركيين و«قسد» إلى اتّخاذ إجراءات احترازية بنقل عدد من هؤلاء إلى سجون أخرى، أو تهريب آخرين إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية في المنطقة الشرقية. وتأتي هذه الإجراءات مترافقةً مع التصاعد الملحوظ في نشاط خلايا «داعش» في أرياف دير الزور، وتكثيفها الهجمات على نقاط «قسد» العسكرية، بالإضافة إلى رفع مجهولين مرّتَين متتاليتَين راية التنظيم الإرهابي وسط ساحة بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، فضلاً عن ازدياد عمليات «داعش» ضدّ الجيش السوري، وآخرها أدّت إلى استشهاد 13 عنصراً من الجيش، وإصابة 18 آخرين، في هجوم على حافلة مبيت على طريق المحطّة الثالثة في بادية حمص.وفي أعقاب تصاعد مستوى العنف داخل مخيّم الهول، إثر تسلّل عدد من عناصر «داعش» إلى داخله، وإعلان إفشال محاولات تهريب نساء منه، ومع استمرار التحذيرات الأمنية من تحضيرات يقوم بها التنظيم لمهاجمة المخيّم، سُجّلت ثلاث حملات مداهمة في «الهول» خلال أقلّ من أسبوع، بمشاركة قوات برّية أميركية، وفي ظلّ تحليق للمروحيّات للمرّة الأولى. كما تأكّد قيام «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، وحلفائه الأكراد، بنقل نحو 1200 معتقل من «داعش»، غالبيّتهم من الجنسيات الأجنبية، من سجون في ريف الحسكة الجنوبي، إلى السجن المركزي وسجن الثانوية الصناعية في المدينة، وثالث في مدينة المالكية في الريف الشمالي للحسكة. وتمّت عملية النقل على طريق دير الزور - الحسكة، بواسطة أربع سيارات شحن و6 باصات نقل جماعي، وبحراسة مشدّدة من «التحالف» و«قسد»، مع تواجد ملحوظ للقوات البريطانية التي أُسندت إليها أخيراً مهمّة الإشراف على هذه السجون.
تمّ نقل سجناء «داعش» باتّجاه سجون أكثر أماناً نسبياً، وبعيدة عن مناطق تشهد نشاطاً ملحوظاً لخلايا التنظيم


وأوضحت مصادر ميدانية، إلى «الأخبار»، أنّ «النقل تمّ في اتّجاه سجون أكثر أماناً نسبياً، وبعيدة عن مناطق تشهد نشاطاً ملحوظاً لخلايا داعش»، مرجّحةً أن «يتمّ تهريب قسم من هؤلاء باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري في البادية». وأشارت المصادر إلى أنّ «قسد أعلنت عن حظر للتجوال مع إغلاق كامل للمنطقة الممتدّة من دوّار المعامل شمال دير الزور، مروراً بكامل الريف الجنوبي للحسكة، وصولاً إلى حيّ غويران جنوب المدينة، لتسهيل عملية النقل»، نافيةً كلّ «المعلومات التي تتحدّث عن نقل السجناء إلى سجن جديد شرقيّ الحسكة»، مؤكدة أن «المعتقَل الجديد هو ذاته سجن الثانوية الصناعية الذي سبق وأن بدأت قوات بريطانية الإشراف على عمليات توسعة له منذ نحو عام، وبنت قسماً جديداً داخله».
في خضمّ ذلك، عمدت واشنطن إلى استقدام مزيد من التعزيزات العسكرية إلى داخل الأراضي السورية، عبر إدخال أربع قوافل أسلحة ومعدّات عسكرية ولوجستية منذ بداية شهر آذار. والظاهر أنّ الأميركيين يهدفون من خلال هذه التعزيزات، إلى تأكيد استمرار حضورهم العسكري في المنطقة، في وجه الوجود الروسي، والتهديدات المستمرّة باستهداف قواعدهم غير الشرعية، بعد القصف الإيراني الأخير على منشآة إسرائيلية في مدينة أربيل العراقية. وفي المقابل، استقدمت روسيا تعزيزات عسكرية إلى مطارَي الطبقة والقامشلي، توازياً مع مواصلتها تنفيذ دوريات اعتيادية إلى جانب الأتراك في عدّة مدن آخرها عين العرب، لتأكيد عدم وجود أيّ نوايا انسحاب أو تقليص لعديد القوات في عموم سوريا أو شرق الفرات، تأثّراً بالعملية الروسية في أوكرانيا.
وهنا، يؤكّد مصدر مقرّب من القوات الروسية في منطقة شرق الفرات، إلى «الأخبار»، أنّ «روسيا تمارس نشاطها الاعتيادي في المنطقة، وتحضّر لإطلاق نشاط سياسي يهدف إلى إيجاد مخارج لحلّ الأزمة السورية سياسياً، بالتزامن مع قرب عقد اللجنة الدستورية اجتماعاتها مجدداً». ويُضيف المصدر أنّ «العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا لن تؤثّر على التزامات روسيا في سوريا مطلقاً»، معتبراً كلّ ما يتمّ تداوله عن نيّة موسكو خفض عديد قوّاتها أو الانكفاء والانسحاب التدريجي من المنطقة، «مندرجاً ضمن الحملة الإعلامية الغربية ضدّ روسيا»، لافتاً إلى أنّ «روسيا تَعتبر جبهة سوريا هي الأهمّ، لكونها نافذة على الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أهمية الوجود الروسي لوضع حدّ لوجود الاحتلالَين الأميركي والتركي في المنطقة».