مثّلت الملحمة الأخيرة في برقة صورة مصغّرة عن يوميات الانتفاضة الأولى
اشتعال المواجهات عند مدخل بلدة برقة، شكّل أيضاً حافزاً لمناطق أخرى بعيدة، حيث اندلعت مواجهات قرب مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وفجّر الشبّان براميل صوتية بمحاذاة الشارع الرئيس الذي يمرّ منه المستوطنون. كذلك، ألهب إطلاق النار مرّتين تجاه الجنود الإسرائيليّين في برقة، الشارع الفلسطيني، ليتبعه إطلاق مركبةٍ مسرِعةٍ النارَ على حاجز الجلمة شمال جنين، وإطلاق نار آخر على حاجز حوارة جنوب نابلس. واعترفت قوات الاحتلال بواقعة حوارة، فيما عثر جنودها على فوارغ عشرات طلقات الرصاص. وفي كلّ عمليات إطلاق النار هذه، نجح المقاومون في الانسحاب بسلام. وعلّق المحلل العسكري لموقع «والا» العبري على تلك التطوّرات بالقول إن «كتيبة الجيش لم تنجح في تهدئة الأوضاع في شمال الضفة الغربية»، فيما اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة أحد الجنود إثر رشْقه بالحجارة في برقة. وعلى إثر المواجهات الأخيرة، أصدر جيش العدو قراراً عسكرياً يمنع المستوطنين من الوصول إلى مستوطنة «حومش» حتى إشعار آخر. وبالرغم من عدم التزام هؤلاء بالقرار، وتَوجُّه مجموعات منهم إلى المستوطنة، إلّا أنهم لم يهاجمِوا منازل برقة أو أطرافها مثلما فعلوا المرّات السابقة.
مثّلت الملحمة الأخيرة في برقة صورة مصغّرة عن يوميّات الانتفاضة الأولى، حيث التكاتف الشعبي ووحدة الفلسطينيّين خلْف خيار المواجهة، في حين شكّلت «الفزعة» الفلسطينية نموذجاً ملهِماً في المقاومة الجماهيرية في وجه اعتداءات المستوطنين المتصاعدة في الآونة الأخيرة، وأعادت ثقة الفلسطينيّين بأنفسهم وقدراتهم على الحشد والتصدّي. ووفق إحصائية لـ«الأخبار»، شهد هذا الشهر 24 عملاً مقاوماً ضدّ أهداف إسرائيلية، منها 11 عملية إطلاق نار، و4 عمليات طعن ومحاولتا طعن وعمليّتا دهس، علماً أن الإحصائية لا تشمل المقاومة الشعبية كالحجارة والزجاجات الحارقة. كما قُتل في الشهر نفسه مستوطن، وأصيب 8 آخرون.