مساعٍ جدية يبذلها العراق لردم الهوة التي خلّفتها أزمة الأنبار مع السعودية. فبعدما اتهمت الحكومة العراقية جارتها الخليجية بدعم الإرهاب المتفشي في محافظة الأنبار غرب البلاد، دعا ائتلاف دولة القانون الرياض إلى الانفتاح على العراق، رافضاً أي وساطة بهذا الخصوص.
وقال عضو الائتلاف، عباس البياتي: «أرسلنا في وقت سابق مبعوثين إلى السعودية، لكن لم نلق استجابة، ونأمل أن تُقابل هذه الإعادة والتقويم في السياسة الخارجية السعودية بالانفتاح على إيران، بانفتاح على دولة عربية شقيقة، هي العراق».
وأوضح البياتي أن «التقارب بين طهران والرياض سينعكس ايجاباً على مجموعة ملفات في المنطقة، ومنها الملف العراقي». وفي معرض إجابته عن سؤال عمّا إذا كانت إيران ستعمل على وساطة بين العراق والسعودية مستقبلاً، قال البياتي: «لا نريد وساطات مع السعودية، بل حوارات مباشرة دون أي تدخل، وهذا هدفنا منذ فترة طويلة، لكن الرياض ما زالت مترددة».
من جهة أخرى، أعلن القيادي في ائتلاف متحدون للإصلاح، محمد الخالدي، ترشيح زعيمه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لمنصب إحدى الرئاستين: رئاسة الجمهورية أو البرلمان.
وقال الخالدي أمس إن «النجيفي هو مرشح متحدون الأول لمنصب رئاسة مجلس النواب أو منصب رئاسة الجمهورية، ونحن متمسكون به».
وحول ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة، قال الخالدي إن «ائتلاف متحدون لديه موقف من ترشيح المالكي لولاية ثالثة»، مبيناً «أن الكتل السياسية تخوض لقاءات مستمرة بينها ائتلاف متحدون، للوصول إلى اتفاقات بشأن تشكيل الحكومة».
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون إحسان العوادي قد قال في وقت سابق، إن هناك تنافساً مسبقاً بين ائتلاف متحدون والقائمة الوطنية برئاسة إياد علاوي، والكتل الكردستانية، حول منصب رئاسة الجمهورية.
وقال العوادي، إن «ائتلاف متحدون يرغب في منصب رئاسة الجمهورية، فضلاً عن القائمة الوطنية، ولكن يحسم هذا الأمر بين هذين الطرفين بعد نتائج الانتخابات، وسيكون هناك تنافس بين الكتل الكردية، وبيان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، بشأن منصب رئاسة الجمهورية سابق لأوانه»، مؤكداً أنه «لا يوجد حسم لأي منصب الآن أمام المفاوضين، وأن الأمر مفتوح لجميع الاحتمالات».

بدأ التحالف
الوطني إعادة ترتيب أولوياته للشروع في تسمية رئيس الحكومة
المقبلة
من جهته، بدأ التحالف الوطني، ممثل المكونات السياسية الشيعية في العراق، خطوات إعادة ترتيب أولوياته للشروع في تسمية رئيس الحكومة المقبلة، التي يرى أن نتائج الانتخابات هي التي منحته الأحقية في الخوض بتفاصيل تشكيل الحكومة. ويقول القيادي في كتلة «الأحرار» التابعة للسيد مقتدى الصدر، بهاء الأعرجي، إن «جميع مكونات التحالف الوطني تشعر بالخطر الحقيقي الذي يمر به العراق، ولديهم نية لتغيير آليات التحالف الوطني بهدف تغيير ما يمكن تغييره للمرحلة القادمة في الملفات الشائكة السياسية والأمنية والاقتصادية»، مضيفاً أن «جميع أقطاب التحالف الوطني مشغولة حالياً في كتابة الملاحظات الخاصة بإجراء إصلاحات داخل التحالف الوطني لتكون هناك حكومة تستطيع أن توفر الأمن والخدمات للعراقيين». ويضم التحالف الوطني كتل التيار الصدري  بزعامة مقتدى الصدر، والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وكتلة الفضيلة بزعامة هاشم الهاشمي، وتيار الإصلاح الوطني بزعامة إبراهيم الجعفري، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.‎
في غضون ذلك، طالب النائب الثاني لرئيس مجـلس النواب عـارف طيفور، بضرورة «تعـديل الدستور بما يضمن إقامة نظام كونفدرالي (الاتحـاد الاسـتقلالي)، أو ما يسمى الدولة الاتحادية، باعتباره الحل الأمثل للعراق، وبهدف إنهاء المشاكل بين المكونات في العـراق، وخاصة في المناطق المتنازع عليها». ورأى طيفور في بيان أمس، أن الكونفدرالية حـق طبيعي للشعب الكردي الذي قال إنه «عانى منذ عقود من النظام الشمولي والمركزي المقيت للبعـث المنحل والأنظمة السابقة منذ تأسيس الدولة العراقية، وللأسف بعد 2003 لم يتغير أي شي، وظلّت المشاكل والخلافات عالقة بين بغداد وأربيل».
(أ ف ب، الأخبار)