في تطوّر لافت على الجبهة الجنوبية، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في ريف درعا الغربي والأحياء المتاخمة لحي المنشية في مدينة درعا، جنوباً، وصفتها مصادر ميدانية لـ«الأخبار» بأنها «معركة ضرب البنية اللوجستية والإدارية للمسلحين» في ريف درعا الغربي وريف القنيطرة الشرقي، وتهدف إلى محاولة قطع عدد من الطرق الرئيسية التي يسلكها المسلحون بين درعا والقنيطرة. واولى الاهداف التي يريد الجيش السوري تحقيقها هي السيطرة على مدينة نوى التي بدأ المسلحون المعارضون الذين يسيطرون عليها إرسال نداءات استغاثة إلى زملائهم في جنوبي سوريا، بعدما حاصرهم الجيش السوري.
وقصف الجيش بالطائرات المروحية والصواريخ الموجهة مراكز قيادة عمليات «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» وتجمعات المسلحين وآلياتهم الثقيلة، في مدن نوى وجاسم وإنخل، معتمداً على رصد معلوماتي مسبق للأهداف وطيران الاستطلاع، على ما تؤكّد مصادر أمنية معنية. ويتزامن قصف الطائرات مع تقدم الجيش باتجاه مدينة نوى من ناحية بلدة الشيخ سعد، على أن يُستعاد عدد من النقاط الاستراتيجية التي خسرها الجيش في الأسابيع الماضية، كـ«تل جابية» الاستراتيجي، و«تلال المطوق»، فيعيد إحكام حصاره لمدينة نوى بغية اقتحامها. وأشارت المصادر إلى أن «الجيش عزّز محيط حاجز مؤسسة الاسكان التابع للفرقة 15 في مدينة درعا، وسيطر على الكتل السكنية المحيطة، بعد تفجير استهدف الحاجز قبل يومين، عبر تفجير كمية ضخمة من المتفجرات في نفق تحت الحاجز، ما أدى إلى استشهاد 12 جندياً». كذلك «بدأ الجيش هجوماً في درعا البلد انطلاقاً من خطوط التماس المحيطة بحي المنشية». ورغم ان مصادر ميدانية قالت إن الهجمات تستهدف «التمهيد للسيطرة على كامل مدينة درعا في أقرب وقت ممكن»، لفتت مصادر أخرى إلى ان الهدف المرحلي هو تخفيف الضغط عن قوات الجيش السوري التي تعرّضت لهجمات في مختلف جبهات محافظتي درعا والقنيطرة خلال الأسابيع الماضية. وتمكّن الجيش أمس من استعادة السيطرة على تل جابية، ما يتيح له السيطرة بالنار على عدد من الطرق التي تربط القنيطرة بريف درعا الغربي، وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً.

بدأ الجيش هجوماً
على درعا البلد انطلاقاً
من حي المنشية

في موازاة ذلك، صعّد الجيش عملياته العسكرية في ملاحقة الجماعات الإسلامية المسلحة في حلب، فأغارت الطائرات الحربية على مقارّ للمسلحين في تلجبّين وتل مصيبين بالقرب من سجن حلب المركزي. وفي اعزاز ومارع وتل رفعت وكفر داعل وحريتان ودارة عزة والأتارب. وأكّد مصدر عسكري مقتل عشرات المسلحين في كمين أثناء محاولتهم التسلل عبر الشيخ سعيد إلى الراموسة.
وفي حي الأشرفية، استشهد 13 شخصاً بينهم أطفال، إثر قصف الجماعات المسلحة المعارضة للحي بقذائف صاروخية، كما تعرّضت بلدتا نبل والزهراء المحاصرتان لاستهداف بقذائف الهاون من قبل المسلحين. وفي بنش في محافظة إدلب شمالاً، أودت سيارة مفخخة بحياة ثمانية أشخاص مدنيين، كانت قد ركنت بالقرب من الجامع الكبير في البلدة التي تسيطر عليها جماعات متشددة.
وفي ريف دمشق، كثَّف الجيش استخدامه للقصف المروحي في معارك أمس، حيث كانت الأولوية لسلاح الجو في العديد من الجبهات في الغوطتين الشرقية والغربية. ويأتي ذلك بعد معاناة المعارضة المسلحة من شحّ في ذخيرة مضادات الطيران. وفي زملكا، بالغوطة الشرقية، استهدفت الطائرات العسكرية أحد المقار الأمنية، التابعة لـ«جبهة النصرة»، ما أدى إلى سقوط عشرات المسلحين التابعين للتنظيم ما بين قتيل وجريح، بحسب مصادر مؤيدة للجيش السوري. كذلك قصفت الطائرات تجمعات متفرقة للمعارضة في مناطق النشابية والمليحة في الغوطة الشرقية، ومخيم خان الشيح جنوبي دمشق.