عمّان | ألغت الجامعة الأردنية (الرسمية) محاضرة لأستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي في جامعة كولومبيا ــــ نيويورك، الدكتور جوزيف مسعد، بعنوان «خطاب التسامح الليبرالي والإسلام». وجاء قرار الإلغاء بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طاولت مسعد، واتهمته بمعاداة الهوية الأردنية ومهاجمة شخصَيْ وصفي التل وناهض حتر، إضافة إلى وصفه بـ«عرّاب الوطن البديل». هذه الحملة على مسعد تعدّ الأولى من نوعها في أوساط شعبية، وتأتي إثر نشر كتابه «آثار استعمارية: تشكّل الهوية الوطنية في الأردن»، علماً بأن الكتاب موجود في مكتبات المملكة، بل عرض في معرض الكتاب الدولي في العاصمة عمّان خلال أيلول/ سبتمبر المنصرم، كما أن صاحبه ألقى محاضرتين العام الماضي من دون مشكلات.
الحملة على مسعد تعدّ الأولى من نوعها في أوساط شعبية

ويقول المنسق للمحاضرة والمعنيّ بإدارتها، أستاذ الأدب المقارن في جامعة الزيتونة الأردنية الدكتور تيسير أبو عودة، إن مسعد تناول الهويات في مشاريع بحثية له، مضيفاً إن موضوع المحاضرة ليس له علاقة بكتابه الأخير. وكان أكاديميون وطلاب دراسات عليا قد أبدوا اهتماماً كبيراً بحضور الجلسة التي تم التنسيق لها عبر نائب عميد شؤون الطلبة في «الأردنية»، إضافة إلى أنه اتُّفق على نشر إعلان المحاضرة وتوجيه الدعوة الرسمية لها عبر إدارة الجامعة إلى مسعد، لكن الحملة ضدّ الباحث والأكاديمي كانت قد بدأت ووصلت إلى التهديد، على حدّ وصف أبو عودة الذي تلقى رسائل عدة بهذا الخصوص، ولذلك جاء التبليغ بالإلغاء عبر الجامعة نفسها.
وأبدى العديد من الأكاديميين والناشطين دعمهم لمسعد في وجه حملة التشويه، مستندين إلى حقه في «إبداء الرأي والتحاور العلمي والموضوعي معه»، علماً بأن الحملة عليه تأتي في وقت تتسع فيه دائرة خطاب الهوية الوطنية الأردنية بين تيارات وشخصيات عدة، منها من هو ذو مرجعية إسلامية.