لم يعد التحالف بين مقاتلي «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» مقتصراً على تنسيق معلن حيناً، وسري حيناً آخر. فقد أعلنت «الجبهتان» انضواءهما في غرفة «عملياتية» واحدة، ضمتهما و«جيش المجاهدين». عمل «الغرفة» ينطلق من حلب، ويهدف إلى «التنسيق بين المجاهدين في كامل سوريا»، وفق ما أوضحه مصدر «جهادي» لـ«الأخبار»
أعلنت ثلاثة تنظيمات «جهادية»، هي «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين»، تشكيل «غرفة عمليات مشتركة» في حلب، وأطلق على الغرفة اسم «الغرفة المشتركة لأهل الشام». وأوضح مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» أن «عمل الغرفة لا يقتصر على حلب، بل تطمح إلى تنسيق عمل الإخوة المجاهدين في كامل سوريا، انطلاقاً من حلب». وجاء في بيان تشكيل الغرفة أنها جاءت لـ«رصّ الصفوف في وجه الهجمة الشرسة على شعبنا وثورتنا». كذلك دعا البيان «كل كتيبة وسرية ومجاهد للنفير العام لصد العدو الصائل». ووقّع اتفاق التشكيل كل من «أمير جبهة النصرة في حلب وريفها» وأحمد زيدان «نائب رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية» و«قائد جيش المجاهدين». وتجدر الإشارة إلى أن قياديي «جيش المجاهدين» دأبوا على تأكيد أن «لا وجود لزعيم واحد، بل قيادة مشتركة»، الأمر الذي كشف البيان عكسه من دون أن يسمي ذلك القائد (من المرجح أنه توفيق شهاب الدين قائد كتائب نور الدين زنكي).
في سياق آخر، قالت مصادر إعلامية معارضة إنّ «ثلاثين سجيناً قضوا في سجن حلب المركزي بسبب الجوع، وغياب الهلال الأحمر لليوم الثامن على التوالي». وعلّق مصدر من الهلال الأحمر السوري لـ«الأخبار» بالقول: «لم تتوقف محاولاتنا لإيصال الوجبات الغذائية إلى السجن. قوافلنا تنطلق يومياً محاولةً الوصول، لكن المعارك الدائرة في ظل الحصار المفروض على السجن تعوق وصولها في معظم الأحيان». وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القافلة نجحت في الوصول أمس، وأُدخلت كمية من الغذاء، لكنها لا تكفي لتموين السجن أكثر من يومين».
إلى ذلك، واصل الجيش السوري تقدمه ببطء داخل المدينة الصناعية في الشيخ نجار (شمال شرق حلب)، حيث اندلعت معارك عنيفة. كذلك حقق تقدماً مهماً على محور الشيخ سعيد بوابة حلب على الريف الجنوبي، حيث سيطر على «مستودعات زنوبيا للسيراميك» والمعامل المحيطة بها. ودارت اشتباكات عنيفة في حيّي جب الجلبي والزبدية المتلاصقين داخل مدينة حلب، حقق عبرهما الجيش تقدماً.
وأعلن مقاتلو «الجبهة الإسلامية» أنهم تمكنوا من قتل تسعة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إثر استهداف ثلاث سيارات تابعة لهم في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
وفي ريف إدلب، أحبط عناصر حماية مطار «أبو الضهور» محاولة اقتحام نفّذها مسلحون تابعون لـ«الجبهة الإسلامية»، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إن «مناطق في خان شيخون وبنّش تعرضت لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع غارات للطيران الحربي». وفي حماه، شهدت مدينة مورك ومحيطها معارك عنيفة، حيث قالت مصادر مُعارضة إن «الجيش الحر فرض سيطرته على الطريق الدولي بين حماه وإدلب».
وفي الحسكة، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ومسلحين عند أطراف بلدة تل براك، فيما أعلنت «جبهة النصرة» اغتيال «أميرها» في الحسكة، خالد خصير الملقب بـ«أبو سياف»، متهمة تنظيم «داعش» باغتياله.
وفي دير الزور، استهدف مسلحون المطار العسكري بقذائف هاون، وردّ الجيش بقذائف مدفعية.
وعلى صعيد متصل، وصلت إلى مطار القامشلي الدولي طائرة تحمل 38 طناً من مادة الدقيق، مقدمة من برنامج الأغذية العالمي.
(الأخبار)