راعي «الائتلاف» السوري «واثق» من مشاركة الأخير في «جنيف 2». التشكيل المعارض الذي لم يحسم خياره بعد، لا يبدو أنّه سيخيّب داعمه الدولي، المتمثّل في وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خصوصاً بعد إعطائه جرعة دعم سياسية من «أصدقائه» الذين كرّروا لازمة «إنهاء دور الرئيس السوري بشار الأسد». «لازمة» تأتي في سياق رعاية خصوم دمشق ما يعتبرونه «ثورة ثانية»، بإعلان حلفائهم من الفصائل المعارضة المسلحة المعركة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، وذلك لتحصيل مكاسب سياسية على أبواب «جنيف 2»، أو كما سمّته «داعش»: «على مقاسات ترضى عنها أمم الكفر المحتشدة» في المؤتمر.
إذاً أعرب الوزير الأميركي عن «ثقته» بمشاركة «الائتلاف» في المؤتمر. وأضاف: «إنه اختبار لمصداقية الجميع. وأنا أعوّل على قدوم الجانبين معاً»، مؤكداً أنّه عقد «اجتماعاً بنّاءً جداً» مع رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا.
في هذا الوقت، أعلن «الائتلاف» والدول التي تدعمه، في ختام اجتماع دول «أصدقاء سوريا»، أن «لا مستقبل» للرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال رئيسه أحمد الجربا، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، «أهم ما في هذا الاجتماع اليوم أننا اتفقنا (على) أنه لا مستقبل للأسد ولا لعائلته» في سوريا. وأضاف أنّ «تنحية الأسد عن أيّ مشهد من المشهد السوري باتت أمراً محسوماً من دون أي تأويل أو التباس، كما أن عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع إجماع».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي إنّ «من المهم أن ينعقد جنيف 2. ليس ثمة حل آخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي».
كذلك أفاد نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأنّه «شرحنا لممثلي المعارضة مرة أخرى أن عدم المشاركة في المؤتمر سيساهم في فشل المحادثات، كما سيحول دون عقدها».
ولم يتح الاجتماع الذي عقده «الائتلاف» في إسطنبول طيلة يومين اتخاذ قرار بشأن المشاركة في «جنيف 2»، وسيُعقد اجتماع جديد في السابع عشر من الشهر الحالي لبتّ هذا الموضوع.
وجاء في البيان الختامي الذي صدر عن «أصدقاء سوريا»: «نطلب فوراً من الائتلاف الوطني الرد بالإيجاب على الدعوة إلى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة». وأضاف البيان أنّ المجتمعين كرروا «دعمهم للائتلاف»، ودانوا بـ«أشد التعابير حزماً الفظاعات التي يرتكبها النظام يومياً ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى».
إلى ذلك، يناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإعداد لمؤتمر «جنيف 2» في باريس أمس واليوم، حيث سيلتقي وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والأردن والمبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي. وقال لافروف، أثناء لقائه رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا: «أتفهم أنّ ما يشغلكم قبل كل شيء هو مصير وطنكم. نحن أيضاً مهتمون بمصير الشعب السوري».
في موازاة ذلك، رأت «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، التي تخوض منذ عشرة أيام معارك طاحنة ضد باقي فصائل المعارضة السورية، أنّ هذه الاشتباكات تهدف إلى «القضاء» عليها تمهيداً لمؤتمر «جنيف 2»، وذلك في بيان صادر «عن ولاية الرقة».
ورأى البيان أنّ «جيش المجاهدين ما تشكّل أصلاً إلا لقتال الدولة الاسلامية والقضاء عليها، على مقاسات ترضى عنها أمم الكفر المحتشدة في جنيف 2».
في سياق آخر، قال مصدر حكومي إيطالي، أمس، إنّ إيطاليا ستحترم تعهّدها بنقل ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية عبر أراضيها، رغم تزايد حدة الاعتراضات الداخلية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)