بعد التسهيلات التي قدمتها الرياض لصالح المسافرين الإسرائيليين من الهند وإليها، من خلال استخدام سمائها ــ وهو ما اعتبرته إسرائيل «خطوة تاريخية في العلاقات المدنية مع السعودية» ــ تقدمت شركة الخطوط الكينية، أخيراً، بطلب رسمي مماثل إلى السودان. وبحسب ما كشفته اليوم صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإنه «على مدى عقود لم يكن بين إسرائيل والسودان علاقات دبلوماسية، ولكن في السنتين الأخيرتين بدأت الخرطوم تبتعد عن المحور الشيعي بقيادة إيران، لصالح تقرّبها أكثر من المحور السنّي المعتدل».وتعتزم شركة الخطوط الكينية تنظيم رحلات أسبوعية بين مطار نيروبي ومطار بن غرويون في تل أبيب بدءاً من مطلع العام المقبل. ولأجل ذلك، اجتمع أمس وزير الاستخبارات والمواصلات والطاقة الذرّية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع المدير التنفيذي لشركة الخطوط الكينية سيباستيان ميكوس، للبحث في سبل تعزيز السياحة بين الطرفين.
من جهته، أعرب الوزير عن دعمه الكامل لتشغيل الخط السياحي إلى كينيا، مشيراً إلى أن «هناك قدراً كبيراً من الأهمية السياسية والسياحية في السوق الأفريقية، واتفاقية (السماء المفتوحة) لها تأثير كبير على فتح الخطوط إلى أوروبا والشرق وأفريقيا. وقد أثّر ذلك إيجاباً على عدد الرحلات المباشرة وعدد شركات الطيران التي تقوم بتشغيل الرحلات الجوية إلى إسرائيل».
وبدءاً من عام 2019، ستطلق الخطوط الكينية خمس رحلات أسبوعية بين مطار بن غوريون ونيروبي، وقد علّقت وزارة المواصلات والنقل على ذلك بالقول إنه «سيدخل حركة ونشاطاً وسيحفّز الشركات الأفريقية الأخرى»، مضيفاً أنه «حتى الآن شركة الخطوط الإثيوبية هي التي تحتكر تشغيل الرحلات الجوية من إسرائيل إلى أفريقيا».
وظهرت كينيا، في السنوات الأخيرة، كوجهة سياحية جذّابة للعديد من الإسرائيليين، بحسب وزارة المواصلات الإسرائيلية، التي أخذت هذا الجانب بعين الاعتبار، متوعّدة بأن قسم الأمن التابع للوزارة سيتولى التحقّق من مسألة شروط الأمن في الخطوطو الكينية، والتي كانت قد توقفت رحلاتها إلى إسرائيل قبل 16 عاماً، إثر تفجير في مومباسا، الذي تخلّله إطلاق صواريخ على طائرة «أركياع» الإسرائيلية.
ولكن ما تحتاج إليه كينيا بالتحديد لتوفير الوقت وأسعار التذاكر، لتشغيل رحلاتها بين مومباسا وتل أبيب، هو استخدام أجواء الخرطوم... فهل ستوافق الأخيرة؟ سؤال يبقى مفتوحاً إلى حين تقرّر السودان الرد.
إلا أن «يديعوت أحرونوت» أجابت عليه، مشيرة إلى أنه كجزء من توجّهاتها، قطعت السودان علاقتها الدبلوماسية مع إيران، وذلك من أجل «التقرّب من السعودية والولايات المتحدة»، ثم أعلن الرئيس عمر البشير بعد ذلك، بوقت قليل، أن الخرطوم تشارك إلى جانب الرياض في عدوانها ضد اليمن».