أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيلتقي الأحد المقبل عدداً من وزراء الخارجية العرب في باريس، في محاولة منه لإقناعهم بالاعتراف بـ«يهودية دولة إسرائيل»، مضيفاً أن «كيري يطرح أفكاراً هي الأقرب للحكومة الإسرائيلية». وأشار إلى أن «الوزير الأميركي زار كلاً من الأردن، والسعودية خلال جولته الأخيرة، لإقناعهما بفكرة يهودية الدولة، وهو الأمر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني».
وبيّن المالكي أن الخارجية الفلسطينية ستسبق اجتماع كيري بلقاء مع وزراء الخارجية العرب، لحثهم على رفض الفكرة في حال طرحها، وإطلاعهم على آخر تطورات العملية السياسية. وفي هذا الصدد قال «نأمل من العرب أن يكونوا داعمين للمواقف الفلسطينية الرافضة للاعتراف بيهودية إسرائيل».
في السياق، قالت مصادر حكومية إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يقبل ولو حتى عودة رمزية للاجئين فلسطينيين في إطار الاتفاق النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك مع اقتراب تقديم كيري اقتراح إطار يتضمن المبادئ التوجيهية لمفاوضات الوضع النهائي.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس، عن هذه المصادر قولها، إن «فكرة أن تستوعب إسرائيل أياً من أحفاد أولئك الذين هربوا من القتال في عام 1948 فهي ببساطة غير مقبولة»، في إشارة إلى الفلسطينيين الذين أجبرتهم إسرائيل على الخروج من أراضيهم عند احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948.
في هذا الوقت، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤول ملف المصالحة فيها، عزام الأحمد، أمس أنه تحدث طويلاً مع رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنيه، واتفقا على لقاء قريب يجمعهما من أجل إعلان تأليف حكومة التوافق الوطني وفق إعلان الدوحة، والاتفاق على إصدار مرسوم من قبل الرئيس محمود عباس متزامناً مع تأليف الحكومة، لتحديد موعد الانتخابات بعد ستة أشهر، أو تفويض الرئيس باختيار الوقت المناسب لإصدار هذا المرسوم.
وكشف الأحمد أن عباس أبلغ هنية خلال الاتصال الهاتفي بينهما، أن على حماس امتلاك الإرادة الحقيقية لتنفيذ التزامات المصالحة الوطنية التي جرى الاتفاق عليها في القاهرة، وما أعلن عنه في الدوحة، مضيفاً: «بعد نقاش مطول مع هنية، اتفقنا على استمرار التواصل، وإعطاء المزيد من الوقت لحماس من أجل استكمال مشاوراتها في الداخل والخارج».
وأكد مسؤول ملف المصالحة: «إننا بانتظار اتصال من حماس يؤكد جاهزيتها لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه»، مضيفاً: «عندما يجري ذلك سأتوجه أنا ووفد من فتح إلى قطاع غزة، أو إلى أي مكان نتفق عليه، لإعلان هذا الاتفاق، وهذا الأمر بات واضحاً للجميع».
ميدانياً، قصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية أمس موقع تدريب يتبع لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، للمرة الثانية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية صاروخاً على موقع يتبع لسرايا القدس، لم يؤد إلى وقوع إصابات، بعد أقل من نصف ساعة من قصف الموقع نفسه، بصاروخ أطلقته طائرة حربية.
(الأخبار، الأناضول)