لم يبتعد يوماً اسم قناة «الميادين» عن فلسطين وكل ما يجري في داخلها وما حولها، منذ تأسيسها. قناة «الواقع كما هو»، التي واكبت النبض الفلسطيني، ونقلت بالصورة الحيّة المقاومة، وفضحت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت صوت الفلسطينيين وبوصلتهم في زمن عزّ فيه ذكر حتى هذه القضية المحورية، لن تتوانى اليوم عن تغطية إضراب الأسرى في السجون المستمر منذ 12 يوماً.
هذه «الانتفاضة»، كما سمّتها القناة، واكبتها الأخيرة منذ اليوم الأول، وأفردت لها تغطية خاصة يومية تضيء على نضال عشرات الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين هناك ضمن «انتفاضة الكرامة».
ففيما ثقل هذه الانتفاضة يفعّل أكثر في العالم الافتراضي بطرح الهاشتاغات وتغيير صور البروفايلات، استخدمت «الميادين» منصّتها التلفزيونية وشبكة مراسليها في بيت لحم وغزة لتنقل مباشرة مجريات ما يحدث. كذلك، طوّعت بثّها المباشر لتستضيف وجوهاً وشخصيات وطنية وأسرى سابقين لنقل ما كانوا يعانون منه إبان اعتقالهم.
إلى جانب التغطية، تبثّ القناة مجموعة تقارير يومية تلقي الضوء على زوايا قد لا يعرفها كثيرون عن معاناة الأسرى الفلسطينيين، ومختلف الممارسات الوحشية التي تلحق بهم، ومن ضمنها على سبيل المثال ما بثته أخيراً عن أسرى القدس (تقرير: ملاك خالد)، الذين يعاملون بصفتهم «أسرى إسرائيليين» (عددهم يفوق 500 أسير)، وهم محرومون من أي عملية تبادل منذ عام 1985 بسبب ذلك.
هذه التقارير تلقى صدى إيجابياً في الأراضي المحتلة لإضاءتها على هذا الواقع المغيّب تقريباً في الإعلام العربي، كما لم تغفل القناة مواكبة المنصات الاجتماعية التي تدبّ فيها هذه الأيام حركة الاحتجاج والتضامن، فيما تنقل تفاعل هذه الشبكات في فقرات خاصة.