حمّل رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، السلطة الفلسطينية مسؤولية إخفاق مفاوضات التسوية، متهماً إياها بالهرب من السلام والركض وراء المنظمات الدولية لمقاطعة إسرائيل. وقال نتنياهو، في مستهل لقائه وزير الخارجية التشيكي، لوبومير زوراليك، في القدس المحتلة أمس، إن إسرائيل لا تريد دولة واحدة (للإسرائيليين والفلسطينيين)، بل تريد دولتين للشعبين... «دولة قومية يهودية هي إسرائيل، تعيش بسلام مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح»، مستدركاً: «للأسف الشديد، إن الفلسطينيين لا يفاوضون، وهم يهربون من المفاوضات».
وأضاف أن الفلسطينيين «هربوا من المفاوضات مع (رؤساء الحكومات الإسرائيليين السابقين) ايهود باراك واريئيل شارون وايهود اولمرت، ومعي أيضاً»، مبيناً أنهم «يرفضون التفاوض ومناقشة الإطار الذي طرحه (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري، بل ركضوا إلى حركة حماس التي تدعو إلى تدميرنا، والآن هم يتوجهون إلى الأمم المتحدة في محاولة لفرض عقوبات».
وأشار نتنياهو إلى أن الفلسطينيين «الذين يرفضون التفاوض» يحاولون فرض مقاطعة على إسرائيل بسبب انعدام المفاوضات، مؤكداً أنها «حلقة مفرغة لا خروج منها... بينما التهمة جاهزة لتُلقى بعدئذ على إسرائيل». كذلك دعا الفلسطينيين إلى المحادثات بدلاً من «الركض وراء المقاطعة لإسرائيل»، وقال إن هناك حديثاً عن تعريف منتجات تأتي من إسرائيل، ومطالب من مجلس الأمن توجه إلى إسرائيل، وهذا «سيبعد السلام أكثر، فما السبب الذي يدفع الفلسطينيين إلى إجراء مفاوضات إذا أعطتهم الأمم المتحدة كل شيء من دون مفاوضات؟».
واستطرد بالقول: «أعتقد أنه يجب إيقاف هذه الحلقة المفرغة، ويجب العودة إلى التفاوض المباشر من دون شروط مسبقة، كما على المجتمع الدولي الكف عن تقديم التنازلات للفلسطينيين».
في السياق، هاجم نتنياهو حركة «BDS» ــ تجمع الهيئات والمنظمات الداعية لمقاطعة إسرائيل ــ التي قال إنها تدعو إلى تدمير الدولة العبرية، مشيراً إلى أن «الغرض الحقيقي من BDS هو تقويض إسرائيل، وهي تخفي الأجندة العنصرية وراء ستار دخاني متطور... إنهم يستغلون لغة حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه يرفضون حق الشعب اليهودي بالاستقلال وبالسيادة، لذا يجب كشف هذه الكذبة التي تعبّر عن موقف فلسطيني متطرف يرفض التسوية ويرفض وجود إسرائيل مهما كانت حدودها».
في كل الأحوال، إن قلب نتنياهو الحقائق وتزوير الوقائع لم ينسحب على مؤتمر هرتسيليا الخامس العشر، الذي شهد أمس خطابات لمسؤولين إسرائيليين في المعارضة، طالبوا بضرورة مباشرة المفاوضات مع الفلسطينيين، قبل أن يفرض الواقع حلاً لا يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية. إذ رأت عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني» وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، أنه لا يمكن منع المجتمع الدولي من الانجرار وراء المنظمة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل (BDS)، إلا بطرح خطة سياسية واضحة، قائلة إن الطريق الوحيد للحفاظ على إسرائيل «يهودية وديموقراطية» يكمن في تبني حل الدولتين.
وحذرت ليفني الفلسطينيين، كما نتنياهو، من أنهم قد يحشدون التأييد على الورق عبر الإجراءات الأحادية الجانب، ولكنهم «لن يمنحوا دولة عبر هذه الإجراءات»، مطالبة اياهم بضرورة الإسراع إلى طاولة المفاوضات، والعمل على تحريك العملية السياسية مع إسرائيل.
أما رئيس المعارضة في الكنيست، إسحاق هرتسوغ، فاتهم نتنياهو بأن سياسته «ستقود إلى إقامة دولة ذات أغلبية عربية بين نهر الأردن والبحر، مع أقلية يهودية فيها». وحذر هرتسوغ في خطابه أمام «هرتسليا» من أن «إسرائيل تقف على عتبة خطر كبير يتهدد وجودها كدولة قومية للشعب اليهودي، إذ خلال عشر سنوات قد يصبح الفلسطينيون هم الأغلبية في هذه المنطقة».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلية السابق افيغدور ليبرمان، إن الحرب المقبلة مع قطاع غزة ستأتي هذا الصيف، محذراً من أن لا أحد يمكنه منع ذلك. وأضاف ليبرمان في حديث للقناة العاشرة العبرية أن «الجولة المقبلة مع حماس آتية لا محالة، وحماس تنجح في تخزين صواريخ كافية لجرّ إسرائيل إلى مواجهة مسلحة، إذ إن الردع لم يعد قائماً».