حلب | لم يحظَ مطار كويريس العسكري، شرقي حلب، بالشهرة التي حظي بها شقيقه مطار منّغ (سقط في آب 2013 بعد شهور من الحصار). فالهجمات تتكسر بعيداً عن أسواره، وفي المرة الوحيدة التي دخل فيها المسلحون حرمه كان الأمر استدراجاًَ كبّدهم عشرات القتلى والجرحى.رغم إعلان تنظيم «داعش» معركة السيطرة على مطار كويريس قبل نحو أسبوعين، تدل مؤشرات الميدان على تكبّده خسائر كبيرة، وخصوصاً في صفوف مقاتليه الأجانب الذين زجّ بهم بكثافة، نظراً إلى أهمية المطار، وهو الموقع الوحيد للجيش السوري في ريف حلب الشرقي.

«الاشتباكات يومية ووحدات الجيش تغير على مواقع الإرهابيين في القرى المحيطة بالكلية، ويتدخل سلاح الجو عند الهجمات من أكثر من محور»، يوضح مصدر عسكري في حلب.
منذ مطلع أيار الجاري، لم تتوقف الهجمات التي يشنها «داعش»، وكان أعنفها حين استخدم ثلاث عربات مفخخة يقودها انتحاريون أجانب، حيث دارت معارك شديدة تركزت في جهة المساكن العسكرية (خالية منذ عامين) الملاصقة لبلدة كويريس.
أسبوعين من المعارك اليومية في محيط المطار تكفّل سلاح الجو بحسمها لمصلحة حاميته التي تضمّ في صفوفها طلاب الكلية الجوية ومدربيها. ولقي ما لا يقل عن ثمانية عشر مسلحاً مصرعهم خلال معارك يوم أمس، في المنطقة المحاصرة منذ أكثر من سنتين ونصف السنة.
وتسيطر على المنطقة المحيطة بالمطار مجموعات تنظيم «داعش»، فيما تبعد أقرب وحدات الجيش نحو عشرة كيلومترات، وهي تنتشر على قوس يمتد من التيارة شمالاً إلى شرقي مدينة السفيرة جنوباً مروراً بأوتوستراد حلب ــ الرقة.
الجديد في سلوك «داعش» هو الإعلان عن «عفو» عن الجنود الذين يسلمون أنفسهم. ونشر ناشطون مقربون منه ثلاثة أرقام هواتف للتواصل مع التنظيم. الأمر قوبل بسخرية مصدر من داخل المطار، إذ إنّ «الفكرة جيدة، ولكن لا أحد يتقن التواصل مع الشيشان والاتراك والأوزبك».

محطات

رغم انتشار الجماعات التكفيرية في المنطقة منذ بداية عام 2012، إلا أنه لغاية كانون الأول 2013 كانت وحدات الجيش تعتمد على أهالي القرى القريبة في الدعم اللوجستي، ولكن سلسلة من عمليات إعدام نفذتها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» في المنطقة جعلت حركة المدنيين باتجاه المطار شبه منعدمة، حيث يجري إعدام كل من يشتبه في «تعامله» مع الجيش.
في شباط 2014 شهد المطار أسبوعاً من الهجمات العنيفة باستخدام الانتحاريين والانغماسيين، لكنها فشلت جميعها.
في تموز 2014، حاول «داعش» مجدداً اقتحام المطار من دون جدوى، لتتراجع العمليات القتالية في محيطه بشكل عام لغاية نيسان الماضي، حيث تصاعدت الهجمات والاشتباكات لتصل ذروتها مطلع الشهر الجاري.
في 6 أيار الماضي، تمكّن المسلحون من الوصول إلى منطقة المساكن العسكرية بالقرب من الكلية الجوية، بعد هجمات انتحارية من عدة محاور، لتدور معارك عنيفة انتهت بطردهم منها.