أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أن الدول الغربية «لا ترغب في الحل السياسي للأزمة السورية. فبالنسبة إليها، الحل السياسي يعني إسقاط الدولة، واستبدالها بدولة عميلة لها، كما حصل في أوكرانيا تماماً». وفي مقابلة مع وسائل إعلام روسية، قال الأسد رداً على سؤال عن العروض التي تلقاها قبل الأزمة، والمطلوب من سوريا اليوم، ليتوقف الغرب عن عسكرة المعارضة السورية، وبدء الحل السياسي: «الغرب لا يقبل شركاء، هو يريد دولاً تابعة فقط»، مشيراً إلى «أنهم لا يقبلون حتى روسيا، كشريك، مع أنها دولة عظمى، وهو ما دفعهم إلى أن يضغطوا باتجاه أن تتنازل سوريا عن حقوقها في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وعدم الوقوف مع المقاومة في لبنان أو فلسطين. كذلك طالبوا، قبيل الأزمة، بأن تبتعد سوريا عن إيران أو في حالة أخرى أراد البعض منهم أن يستخدم علاقة سوريا مع إيران في الملف النووي، ونحن لسنا جزءاً من هذا الملف».
وعن موقفه من تصريحات المسؤولين الأميركيين في الآونة الأخيرة، عن إمكانية التفاوض معه، قال الأسد: «أعتقد أن العالم اعتاد أن يقول المسؤول الأميركي شيئاً اليوم، ويقول عكسه في اليوم التالي»، مشيراً إلى صراعات داخل الإدارة الأميركية، تعبر عنها التصريحات المتعاكسة لمسؤوليها.

وأكّد أن أهم صراع اليوم، بالنسبة إلى سوريا أو أوكرانيا، هو بين معسكر يريد الحرب والتدخل العسكري المباشر، ومعسكر آخر يعارض الحرب مستفيداً من دروس الحروب السابقة. منوهاً إلى عدم ملاحظة أي تبدل حقيقي في السياسات الأميركية، رغم بعض الأفكار التي يتم تبادلها، عبر طرف ثالث، «لكنها لا تعتبر حواراً جدياً، ولا نستطيع أخذها على محمل الجد»
أما الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف ضدّ «داعش»، فرأى الأسد أنّها عمل غير جدّي، «ربما بعض هذه الدول لا تريد لداعش أن يصبح أكبر من حجمه الذي وصل إليه، ولكن يبدو أنها في نفس الوقت لا تريد أن تتخلص من داعش كلياً». وأكّد أن ما تحققه القوات السورية على الأرض، خلال يوم واحد، يعادل ما تقوم به قوات التحالف خلال أسابيع. وعن إمكانية نشر قوات سلام داخل سوريا، قال الأسد: «قوات السلام تُنشر بين دول متحاربة، فعندما يتحدثون عن نشر قوات سلام من أجل «داعش» فهذا يعني أنهم يعترفون بأن «داعش» دولة». وأشار إلى ضرورة الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم، بما فيها شرق المتوسط، ومرفأ طرطوس السوري، لخلق نوع من التوازن والاستقرار في العالم، مرحباً بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط، وتحديداً على الشواطئ، وفي المرافئ السورية.
وعن العلاقات السورية ـ العربية، رأى الأسد أن القمم العربية لم تحقق شيئاً على الساحة العربية، وأنّ العلاقات العربية تخضع لرغبات غربية، مشيراً إلى علاقة محدودة اليوم بين سوريا ومصر، على مستوى الأجهزة الأمنية، وعلاقات جيدة مع العراق تقوم على التنسيق، لأنّ ساحة الإرهاب واحدة.
ولدى سؤاله عن كيفية إيقاف استغلال الذرائع لإثارة النزاعات الطائفية أو العرقية، ومقارنتها مع الحالة الأوكرانية، قال الأسد: «إذا كان لديك في الأساس مشكلة طائفية تخلق شرخاً في المجتمع، فسيكون من السهل على الدول الأخرى أن تلعب على هذا الموضوع، وتؤدي إلى خلق اضطراب. هذا الموضوع هو أحد الأشياء التي حاولت بعض الدول الخارجية أن تلعب عليه حتى في روسيا من خلال دعمها للمجموعات المتطرفة»، مشيراً إلى أنّ هدفهم كان خلق شرخ في المجتمع الروسي، وربما «تقسيم روسيا نفسها» بحالة مشابهة لما اتبعوه مع سوريا.