القاهرة | موجة تفجيرات جديدة في عدة مناطق في مصر، أمس، حصدت خمسة قتلى على الأقل، بينهم ضابط ومدني وثلاثة مسلحين مشتبهين، فضلاً عن جرح ما يزيد على 47 آخرين غالبيتهم من أفراد الشرطة، في وقت تقول فيه الأجهزة الأمنية إنها مستعدة بالكامل لتأمين المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، جنوبي سيناء، قبل بدئه الجمعة المقبلة.الحصة الأعنف والأكبر من التفجيرات كانت في مدينة العريش، كبرى مدن شمال سيناء، المحاذية للحدود مع قطاع غزة الذي كان على موعد مع اليوم الأخير لفتح معبر رفح استثنائياً.

انفجاران متتاليان في العريش: أحدهما نتج من «لغم» زرعه مسلحون، قالت مصادر أمنية إنهم ينتمون إلى الجماعات «التكفيرية»، قرب كمين أمني جنوبي المدينة، فيما أدى انفجار اللغم أثناء مطاردة الجيش المسلحين إلى مقتل أحد الضباط وجرح ثلاثة جنود.
جاء ذلك الانفجار بعد وقت قصير من «هجوم انتحاري» بسيارة استهدف مركزاً للشرطة (قوات مكافحة الشغب) في حيّ المساعيد في المحافظة نفسها. وعلم من مصادر أمنية وشهود عيان أن الانفجار أدى إلى مقتل أحد المدنيين، إضافة إلى منفذ الهجوم، وإصابة 44 آخرين، بينهم 42 من أفراد الشرطة! كذلك لقي شخصان حتفهما، وأصيب آخران «أثناء تصنيعهما عبوة في محافظة القليوبية (شمال العاصمة)»، وقالت السلطات إنهم ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين».
في السياق، قالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن إدارة الحرس الجمهوري كلفت مهمة تأمين فنادق شرم الشيخ استعداداً لوصول الوفود الرئاسية والدبلوماسية من أجل المشاركة في المؤتمر المقرر أن يبدأ صباح الجمعة. وأضافت المصادر أن «ست جهات سيادية تؤمن مدينة السلام منذ أسبوع تقريباً رفعت فيه حالة الاستنفار إلى الدرجة «ج»، وذلك بمتابعة مباشرة من وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي.
ويقصد بدرجة «ج» العمل على «مواجهة أي أعمال عنف أو شغب أو تظاهرات وإرهاب متوقع، عبر تأمين كل الميادين الرئيسية، والمؤسسات الشرطية، والبنوك، والمناطق السياحية، والوزارات المهمة». كذلك صدرت تعليمات بوقف الإجازات لكل قطاعات وزارة الداخلية.
ولفتت المصادر إلى أن وزير الداخلية الجديد، اللواء مجدي عبد الغفار، بالمتابعة مع الجهات المذكورة، يعمل على «حماية الحيز الجغرافي لمنطقة خليج نعمة وجنوب سيناء بأكملها، بجانب حماية طرقات تحرك الوفود المشاركة في المؤتمر». وبالإضافة إلى مسؤولية الجيش الثالث في تلك المنطقة، فإنه خصصت مجموعات من سلاح الدفاع الجوي وطائرات حربية ومروحية لتمشيط المدينة وموقع استضافة الوفود.
وتقدر مصادر أمنية أخرى أنه خصص نحو 43 ألف جندي وضابط «مع تشغيل مجموعات من عناصر الأمن الوطن والمخابرات العامة لتقديم تقارير دورية عن الموقف الأمني»، فضلاً عن مسح الصحراء الحدودية بالتنسيق مع القبائل الموالية. وعلم أن هناك انتشاراً مخصصاً لخبراء المتفجرات في المحافظات كافة، في وقت يجري الحديث فيه عن تعزيز الإجراءات حول مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسيبرو» لمنع أي محاولات اقتحام أو تفجير.
رغم كل ذلك، تظهر الانفجارات المتتالية في الأيام الماضية أن لا شيء يمكن أن يمنع وقوعها، لكن السيناريو الأخطر الذي تخشاه القاهرة هو حدوث عمل أمني في منطقة عقد المؤتمر أولاً، أو كثرة الانفجارات في المحافظات عموماً، وخاصة شمال سيناء، بما يوحي بفقدان الأمن في الجمهورية.