العراق المحتلّ بات من أكثر الدول فساداً. حقيقة لم تمنع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تحميل حزب «البعث» المنحلّ مسؤولية الفساد الحالي، في وقت يبدو فيه أنّ توقيع الاتفاقية الأميركية ــ العراقية بات قريباً جداً
بغداد ــ الأخبار
حمّل رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس، حزب «البعث» مسؤولية إثارة النعرات الطائفية في العراق، والفساد الإداري في الدولة. وقال «إن كل عمليات القتل التي كنا نرميها على تنظيم القاعدة والميليشيات، كان يقوم بها حزب البعث». وأضاف المالكي «لقد ولّى الدكتاتور صاحب المئة في المئة»، لافتاً إلى أن «العالم وقف مذهولاً وهو يشاهد العراقيين وهم يقومون بثلاثة انتخابات». وتابع «هناك لغاية الآن من يعبث بالقيم التي نريدها، وبالمال العام»، مؤكداً أن الدولة ستقضي عليهم «لأن هؤلاء لا يقلّون خطراً عن الإرهابيين، ولكنهم يعملون بخلفيات سياسية ليس البعث بعيداً عنها».
وكان رئيس الوزراء قد أصدر في وقت سابق قراراً يعتبر بموجبه محافظة ديالى، «مدينة منزوعة السلاح»، مانحاً المسلحين عفواً ينتهي في الرابع عشر من الشهر الجاري، لكي يسلموا ما بحوزتهم من أسلحة.
على صعيد آخر، شهدت كركوك نهاية الأسبوع الماضي، الزيارة الأولى لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، منذ الغزو الأميركي عام 2003، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات في المدينة المختلطة قومياً وطائفياً.
وخلال زيارته التي استمرت لساعات، وقاطعها ممثلو «الجبهة التركمانية العراقية» و«الكتلة العربية الموحدة»، قال البرزاني «جئت لأنقل رسالة سلام إلى كركوك التي هي على السواء مدينة في كردستان وفي العراق». وأضاف «دعوت إلى هذا الاجتماع شخصيات ليست متفقة معنا ولكنها لم تأتِ. على كل حال، هذه الشخصيات لا تمثل كل العرب والتركمان في المدينة وعندما يكونون مستعدين للحوار سنكون نحن أيضاً كذلك». وشدد البرزاني على أن حل أزمة كركوك يجب أن يتم بموجب المادة 140 من الدستور، التي تنص على إجراء استفتاء لتحديد مصير المدينة. في هذا الوقت، أكّد وزير الخارجية، هوشيار زيباري، أن بغداد وواشنطن باتتا «على وشك» التوصل الى اتفاق حول معاهدة أمنية طويلة الأمد بين البلدين. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز»، أشار زيباري إلى أنّ بلاده تسعى إلى أن يتضمن الاتفاق «أفقاً زمنياً واضحاً» لانسحاب قوات الاحتلال، متوقعاً أن يعرض الاتفاق على البرلمان العراقي في بداية أيلول المقبل. وفي السياق، جاء كلام المتحدّث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو متوافقاً مع تصريحات زيباري، بحيث أشار إلى «أنّنا بتنا الآن فقط قادرين على التحدّث عن شروط أفق زمني (للانسحاب) لأنّ الوضع الأمني تحسّن كثيراً». وتابع جوندرو أنّ إدارته «تنتظر اليوم الذي سيكون فيه بإمكان القوات الأميركية أن تكتفي بتدريب القوات العراقية تمهيداً لعودتها إلى بلادها». وكانت صحيفة «الصباح» العراقية الحكومية، قد أوردت أول من أمس أن البلدين حسما 90 في المئة من بنود الاتفاقية.
عربياً، لفت رئيس بعثة الجامعة العربية في العراق، هاني خلاف، إلى أنه كوّن «انطباعاً إيجابياً عن التطورات في العراق، وخاصة في ما يتعلق بوجود فرص عديدة ومجالات لتحرّك عربي»، وذلك بعيد زيارة قام بها إلى بغداد. وأشار خلاف، بعد لقائه الأمين العام للجامعة عمرو موسى، إلى عدم وجود خطة محددة للجامعة للتحرّك، لكنه شدّد على أن المصالحة الوطنية هي إحدى أولويات العمل في بلاد الرافدين.
ميدانيّاً، بلغت حصيلة القتلى المدنيين في اليومين الماضيين أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا في تفجيرات وقعت في بغداد وشمال البلاد. كما أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 جنود أميركيين في العاصمة بغداد.


كشف وزير الخارجية هوشيار زيباري عن أن واشنطن وبغداد باتتا على وشك التوصل إلى اتفاق حول معاهدة أمنية طويلة الأمد بين البلدين قد تعرض على البرلمان في أيلول المقبل، مؤكداً أن بلاده تسعى لأن يكون هناك أفق زمنيّ واضح للانسحاب