تساءل كثيرون عن جدوى دخول بعض أطراف المعارضة (السابقة) إلى الحكومة، وشككوا في إمكان ان تتحقق أي إنجازات في سياق التصدّي للكثير من ملفات الفساد والتعدّيات على الأموال والأملاك والحقوق الخاصة والعامة... ولا سيما أن هذه الحكومة هي أوّلاً وأخيراً، حكومة انتخابات. إلا أن بعض تحرّكات بسيطة لبعض الوزراء بدأت تؤدي إلى مكاسب جمّة، وإن كانت لا تزال دون مستوى الطموحات بالتغيير والإصلاح. فمثلاً، أدى التدبير الإداري الذي اتخذه وزير الاتصالات، جبران باسيل، بقطع خطوط E1 عن 9 شركات مشتبه في أنها تتعاطى التخابر الدولي غير الشرعي، إلى إيقاف ما يزيد على 7 ملايين دقيقة تخابر دولي كانت تدخل شهرياً إلى لبنان بصورة غير شرعية، ما سيسهم في رفد الخزينة العامة بملايين الدولارات الإضافية.كما سيؤدّي القرار الذي اتخذه وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان باعتماد برنامج عادل لتقنين الكهرباء يساوي بين مختلف المناطق من دون أي استثناء، إلى زيادة ساعات التغذية الكهربائية في مناطق كانت تعاني من التقنين الحاد، وهو ما أجبر النائب محمد كبارة على إصدار بيان يرحب بهذا القرار، منتقداً ما كان فريقه يدافع عنه لجهة استثناء بيروت الإدارية على حساب الجميع، بحيث كانت تستفيد وحدها بحوالى 29 % من الطاقة الموزّعة.
ونجح وزيرا الزراعة إلياس سكاف والاقتصاد محمد الصفدي في إعادة العمل بالروزنامة الزراعية، والأخير يخطط الآن لشطب كمية 3 آلاف طن من الطحين المدعوم فائضة عن حاجات الأفران، والتي تسابق وزراء الحكومة السابقة على توزيعها للأزلام والمحاسيب.
(الاخبار)