طغى هجوم فلسطينيّ في القدس المحتلة، أمس، على حديث المصالحة المرتقبة في القاهرة، ولا سيما مع مقتل إسرائيلي، وما تلاه من اشتباكات في الضفة الغربية على خلفيّة ملاحقة عائلة المقاوم منفّذ العمليةللمرة الرابعة خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت القدس المحتلة مسرحاً لهجوم فردي فلسطيني، نفّذه شاب بسكين، وتمكن من قتل إسرائيلي وجرح شرطي، قبل أن يصاب بالرصاص ويعتقل وينقل إلى المستشفى.
وقالت مصادر طبيّة فلسطينية إن الهجوم وقع في مستوطنة غيلو في القدس الشرقية المحتلة، وأضافت أن المهاجم أصيب «بعيارات نارية أطلقها عناصر الشرطة الذين أوقفوه قبل نقله إلى المستشفى»، وأوضحت أن القتيل يبلغ من العمر 86 عاماً.
وقال قائد شرطة القدس، اهارون فرانكو، للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الهجوم وقع بعدما أوقف شرطيّان الفلسطيني للتدقيق في هويته. وأضاف أن المهاجم طعن أحد الشرطيين وهرب، ثم طعن الرجل المسنّ أثناء فراره.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية في الضفة الغربية أن منفذ الهجوم يدعى محمد البدن (20 عاماً) من بلدة تقوع قرب بيت لحم. وعلى الأثر، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي في القرية وأوقفت أحد أقرباء المهاجم. واندلعت مواجهات بين سكان القرية والقوات الإسرائيلية. وقال مصدر أمني فلسطيني وشهود عيان إن العشرات من الشبان والفتيان رشقوا القوات الإسرائيلية التي اقتحمت بلدة تقوح بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما ردّت تلك القوات بإطلاق النار والغاز المسيّل للدموع.
وذكر المصدر الأمني أن أكثر من عشرين آلية عسكرية اقتحمت البلدة من محاورها الرئيسة، وحاصر الجنود منزل عائلة منفذ العملية.
ودعا أعضاء في الكنيست إلى هدم بيت منفذ عملية الطعن. وقال عضو الكنيست يتسحاق أهرونوفيتش، من حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، إن «سلسلة العمليات الأخيرة هي نتيجة لتراجع في الردع، وقد حان الوقت لكي يعمل وزير الدفاع إيهود باراك بحزم ضد الإرهاب الفلسطيني ويأمر فوراً بهدم بيت المخرب».
وقال عضو الكنيست، يوحنان بلاسنر، من حزب «كديما»، إنه «ينبغي هدم بيت المخرب ووقف المماطلة البيروقراطية التي نشهدها بعد كل عملية وتمنعنا من إنشاء ردع فعال ضد المخربين».
ورأى عضو الكنيست، زبولون أورليف، من حزب المفدال اليميني المتطرف، أن «سياسة ضبط النفس أدت إلى سلسلة العمليات في القدس، وعلى الحكومة أن تعود إلى رشدها وتحديد ثمن واضح يتم من خلال هدم بيت المخرب».
وأعرب عضو الكنيست دوف حنين من «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» اليهودية العربية، والمرشح اليساري لرئاسة بلدية تل أبيب، عن معارضته لهدم بيت منذ العملية. وقال «إنني أعارض هدم بيت العائلة، فهذا عقاب جماعي ويتعارض مع القانون الدولي».
من جهة ثانية، سمحت إسرائيل للسلطة الفلسطينية بنشر أكثر من 500 عنصر من قوات الشرطة الفلسطينية في محافظة الخليل في مسعى لـ«تعزيز سلطة القانون والحفاظ على الأمن العام».
إلى ذلك، قال نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، أمس، إن بلاده مستعدة لتقديم كل ما من شأنه توحيد الصف الفلسطيني، وذلك خلال لقائه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي.
وأطلع القدومي الشرع على تطوّرات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ونتائج الاتصالات التي يجريها بهدف تعزيز الموقف الفلسطيني الموحّد. وقال، للصحافيين عقب اللقاء، إن «مباحثاته مع نائب رئيس الجمهورية تناولت تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام»، معرباً عن تقديره لموقف سوريا الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)