عاد الخلاف بين الرئيس المستقيل للحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، إلى وتيرته المتصاعدة، بعد إعلان المستشار القانوني للحكومة مناحيم مازوز، نيته تقديم لائحة اتّهام ضدّه
حيفا ـــ فراس خطيب
شن الرئيس المستقيل للحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس هجوماً عنيفاً على وزيرة خارجيته، رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني، بعدما طالبته بالتنحي، فيما كان لافتاً تقديمه إطراءً نادراً على زعيم المعارضة، رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو.
وقال أولمرت، لمقربين منه، إن «ليفني تحاول أن تبني حملتها الانتخابية على ظهري». كما واصل مقربوه الهجوم المنقطع النظير على ليفني بقولهم إنّ مطلبها «سخيف»، مشددين على أنّ أولمرت «استقال من منصبه قبل فترة، ومنح ليفني كامل المساحة لتأليف حكومة جديدة، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً»، مضيفين أنها «تسعى لأن تكون رئيسة حكومة بكل ثمن». وتساءلوا «هل هذه هي السياسة النظيفة التي تتبعها ليفني؟ إذا كانت الأمور لا تعجبها، فلتستقل من منصبها».
وكانت ليفني قد صرّحت أثناء جلسة طارئة لكتلة «كديما»، أول من أمس، بأن على «المواطن أولمرت أن يصارع من أجل إثبات براءته من بيته لا عن كرسي رئاسة الحكومة»، مضيفة أن إسرائيل «لن تستطيع أن تحتمله يوماً إضافياً واحداً رئيساً فعلياً للحكومة. هذا امتحان أخلاقي. وعلى كتلة كديما أن تقول رأيها».
الصراع الجديد ـــ القديم الحاصل بين ليفني وأولمرت يجري في خضم الحملة الانتخابية الإسرائيلية، وفي ظل وضع صعب تعانيه ليفني وحزبها الحاكم من حيث انخفاض التمثيل في استطلاعات الرأي في مقابل حزب «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو. ولعل هذه النقاشات بين مقربي الاثنين، تعزّز إظهار «كديما» مفككاً، فيما نتنياهو يقود حملةً قوية كمن استطاع «لملمة صفوف الليكود»، بعدما عانى حزبه انقسامات جدية في السابق.
وتحاول ليفني التي فشلت في تأليف حكومة بديلة، قدر المستطاع هذه الأيام، أن تجلس على «كرسي الرئاسة»، وأن تتجه من هناك إلى الانتخابات، فهي تعتقد أن الذهاب إلى الانتخابات من موقع السلطة، سيمنحها تفوقاً ما على نتنياهو. وهذا ما أدركه أيضاً مقربو أولمرت الذين هاجموها لأنها «تريد التقاط صورة من على الكرسي البني»، مشددين على أن إعلان أولمرت عن تعذره القيام بمهماته ليس وارداً.
كثير من المحللين السياسيين الإسرائيليين حذروا من «الرأس المزدوجة» للسلطة. وقالوا إن انتخاب ليفني رئيسة لـ«كديما» في وجود أولمرت في مقعد رئيس الوزراء، ما هو إلا «وصفة للخلافات»، وهذا ما يبدو واضحاً بجلاء في هذه الأيام. أولمرت لا يشارك ليفني ولا بأي قرار، ولا ينوي أن يجعل من حياتها وحملتها الانتخابية أمراً سهلاً. فهو لم ينسَ تصريحاتها حين طالبته بالاستقالة في أعقاب تقرير فينوغراد، ولن ينسى سعيها إلى إجراء انتخابات تمهيدية داخل الحزب لاستبداله.
بالنسبة لأولمرت، بحسب محللين، نتنياهو أفضل من ليفني، لكن من دون أن يعلن هذا. وقد قال أولمرت، من خلال جلسة في منتدى اقتصاديين شارك فيها نتنياهو، إن الأخير «أظهر مسؤولية» حين أيّد البرنامج الاقتصادي الذي اقترحه أولمرت لحماية صناديق التقاعد في إسرائيل في أعقاب الأزمة الاقتصادية العاصفة. وهو تصريح ليس مألوفاً بين مسؤولين في حزبين متناحرين على أصوات الناخبين قبل الانتخابات بشهرين ونيّف. وليس صدفة أن يحتل هذا التصريح الصغير عنواناً كبيراً في «يديعوت أحرونوت»، الصحيفة الأوسع انتشاراً في إسرائيل.