«الأطلسي» عجز عن منع خطف الناقلة السعوديةيشغل القراصنة بال المسؤولين العرب والدوليين هذه الفترة، بعدما استولوا على ناقلة نفط سعودية ضخمة تابعة لشركة «أرامكو» ومحمّلة بما تعادل قيمته 100 مليون دولار من النفط، وسيّروها باتجاه الشواطئ الصومالية، بانتظار انطلاق «مفاوضات التحرير مقابل الفدية».
ولقيت العملية، التي تعدّ أكبر عملية يقوم بها القراصنة منذ بداية مزاولة نشاطهم، إدانة من الرياض، التي وصف وزير خارجيتها سعود الفيصل اختطاف السفينة بأنه «عمل إرهابي». ورأى أن القرصنة أصبحت كالمرض المتفشّي.
وشدّد الفيصل على أنّ المملكة ستلقي بثقلها وراء مبادرة يقودها الأوروبيون لتصعيد إجراءات الأمن في الممرات الملاحية قبالة سواحل شرق أفريقيا. وقال «هذه مبادرة ستنضم إليها الدول الأخرى المطلة على البحر الأحمر».
أما العرب، فقد قرّروا عقد اجتماع لتطوير استراتيجية لمحاربة القرصنة. وأعلن نائب وزير الخارجية اليمني، علي العياشي، أن المسؤولين العرب يخططون لعقد اجتماع في القاهرة، الأسبوع المقبل، في محاولة للوصول إلى استراتيجية من أجل محاربة القرصنة. وأضاف أن مسؤولين من جيبوتي ومصر والأردن والسعودية والسودان سيشاركون في الاجتماع يوم الخميس المقبل.
وكانت الناقلة «سيريوس ستار» قد اختطفت على مسافة 450 ميلاً بحرياً جنوبي شرقي ميناء مومباسا الكيني وهي تنقل مليوني برميل من النفط. وكانت في طريقها إلى الولايات المتحدة عبر رأس الرجاء الصالح، وعلى متنها طاقم من 25 فرداً من كرواتيا وبريطانيا والفيليبين وبولندا والسعودية. ويتفاوض أصحاب السفينة على فدية.
وما كادت تمضي ساعات على الغنيمة الكبرى، حتى استولى القراصنة على سفينة الشحن «ديلايت» التي ترفع علم هونغ كونغ، لكنّها تعمل لدى إيران في خليج عدن قبالة سواحل اليمن، وهي تقل 36 ألف طن من القمح إلى ميناء بندر عباس الإيراني وعلى متنها طاقم من 25 شخصاً.
والعملية الجديدة تشير إلى أنه لم يعد يقف شيء أمام القراصنة، فهم يسرحون ويمرحون قبالة الشواطئ الصومالية على مرأى قوات بحرية دولية متعددة الجنسيات، ويفاوضون ويقبضون الثمن. وقدّر حلف شمالي الأطلسي قيمة الفديات التي دفعتها حتى الآن شركات خاصة للقراصنة الذين احتجزوا سفناً تابعة لها بـ100 مليون دولار.
وأكد المتحدث باسم الحلف، جيمس أباتوراي، أن «الحلف لم يكن قادراً على منع القراصنة من الاستيلاء على ناقلة النفط السعودية»، موضحاً أن الحادث وقع على بعد آلاف الأميال البحرية من الموقع الذي يقوم فيه بعملياته.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)