القاهرة ــ الأخبارنفت جماعة «الإخوان المسلمين»، أمس، أن يكون مرشدها العام محمد مهدي عاكف قد أعلن، في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «المصري اليوم»، ترحيب الجماعة بترشيح جمال، نجل الرئيس المصري حسني مبارك، لخلافة والده.
وبدت التسريبات محاولة من «الإخوان» لتعديل موقفهم من جمال، ما أثار تكهنات حول وجود اتصالات سرية معه. لكن قيادات إخوانية قالت لـ«الأخبار» إن هذه التكهنات غير صحيحة، نافية أن يكون جمال مبارك قد فتح قناة حوار سرية مع «الإخوان».
وأرسل عاكف العديد من الرسائل غير المعلنة إلى جمال مبارك، عارضاً عليه اللقاء والتحاور بشأن ما يتعلق بشؤون الوطن وهموم مواطنيه، لكن نجل الرئيس امتنع عن الرد على هذه الرسائل. وقال مقربون من مرشد الإخوان لـ«الأخبار» إن بعض رجال الأعمال المحسوبين على الجماعة التقوا جمال مبارك في وقت سابق من عام 2004 وسلموه الرسائل.
وأثارت هذه التصريحات وتداعياتها ردود أفعال غاضبة من «الإخوان»، وخصوصاً بعدما تلقى عاكف عشرات المكالمات الهاتفية والبرقيات، التي أرسلها عناصر في الجماعة، يستهجنون فيها هذه التسريبات.
وفيما امتنع عاكف عن التعليق رسمياً على ما نشر باسمه بصحيفة «المصري اليوم» أمس، تعجب نائبه الدكتور محمد حبيب من موقف الجريدة «التي دأبت في الفترة الأخيرة على اختلاق أشياء وفبركة عبارات لا أصل لها والتعامل بانتقائية مستهدفة لتشويه صورة الجماعة والإساءة إليها». وأضاف: «من يُرِد التحقق من الكلام المنشور، الذي جاء في سياق مقابلة نشرها موقع الإخوان، فما عليه إلا زيارة الموقع، وسيرى التناقض الظاهر بين ما نشرته الجريدة وما قاله المرشد».
وكان عاكف قد قال، في حواره المثير للجدل: إننا «نرفض التوريث، وبالذات للأخ جمال كما قلت في بداية ظهوره، وسألوني فقلت: مواطن من حقه أن يترشح عادي، والناس تختار. وحين غيروا الدستور علشان يعملوا مواد متفصلة عليه أو على أمثاله قلت: لا.. لو أراد أن يترشح فليترك قصر أبيه وينزل مع الشعب ونشوف هيعمل إيه للشعب». وجدد عاكف في مناسبات عديدة موقف الجماعة الرافض لتوريث الحكم في مصر، وقال إنه «موقف ثابت لم ولن يتغير»، مشيراً إلى أنه يرحب بزيارة جمال مبارك في مكتبه كشاب مصري طموح لا كوريث لحكم مصر.
ويرى عاكف أن جمال مبارك «أشدُّ استبداداً من والده؛ لأنه تربى ونشأ في قصر استبدادي». لكنه وجه إليه أخيراً نصيحة: «إذا كان يريد أن يخلف والده، فعليه أن يتعامل مع الشعب المصري، وبعد ذلك يرفعه هذا الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة».
ولدى جماعة الإخوان 88 نائباً داخل مجلس الشعب، أي نحو 20 في المئة من إجمالي عدد مقاعده. لكن السلطات المصرية تشن حملة إعلامية وأمنية وسياسية مستمرة منذ عقود على الجماعة.