مهدي السيدحافظ المشهد السياسي الإسرائيلي على ضبابيّته في كلّ ما يتعلق بالتركيبة المرتقبة للائتلاف الحكومي المنتظر، فيما كان الكنيست الإسرائيلي الثامن عشر يعقد أولى جلساته، وعلى جدول أعماله أداء أعضائه اليمين الدستورية.
وافتتحت جلسة الكنيست بكلمة رئيس الدولة شمعون بيريز، الذي لفت إلى أهمية إقامة ائتلاف حكومي واسع، وتحدث عن ضرورة إنهاء المفاوضات مع الفلسطينيين خلال الولاية الحالية للكنيست، كاشفاً عن أن «زعماء عرباً قالوا لي إن اتفاق السلام مع الفلسطينيين سيُعتبر سلاماً إقليمياً شاملاً مع إسرائيل». وأضاف أن «السلام سيخلق وضعاً اقتصادياً جديداً، لنا ولجيراننا، وسيتيح جسر الفجوات الاجتماعية».
في هذه الأثناء، كان رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو يواصل مساعيه الآيلة لإقامة ائتلاف حكومي برئاسته. ولهذه الغاية، بدأ السير في مسارين متوازيين يرسمان استراتيجيته في هذا المجال، التي تقوم على أساس مواصلة مساعيه لإقامة ائتلاف حكومي موسّع يضم حزبي «كديما» و«العمل» أو أحدهما، وتقديم كل التسهيلات الممكنة لذلك، ومحاولة الضغط عليهما من خلال الإعلان عن بدء المفاوضات مع الأحزاب اليمينية اليوم.
وأشارت مصادر إلى أن التفاوض مع اليمين يحمل رسالة، وتحديداً إلى رئيسة «كديما» تسيبي ليفني، مفادها أنها «إذا كان موقفها الرافض للمشاركة في الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو ينبع من مناورات لتحسين شروطها وإرغام نتنياهو على الموافقة على فكرة التناوب على الحكم، فلن تنجح في مسعاها هذا. أما إذا كانت جادة في رفضها، فلن يُضيّع نتنياهو وقته في الجري وراء السراب، وسيعمل سريعاً على تقديم حكومة يمينية هي بالنسبة إليه خيار الضرورة».
وفي موازاة ذلك، حاول نتنياهو التأثير على موقف ليفني من خلال الضغط عليها، عبر كبار المسؤولين في حزبها. فقد استغلّ لقاءه «المالي ـــــ الاقتصادي» مع وزير المال روني بار أون، المقرّب من ليفني، للحديث في الموضوع الحكومي، فيما كان الوزير شاؤول موفاز يُعلن أن الناخبين لم ينتخبوا «كديما» كي تجلس في المعارضة، في إشارة منه إلى ضرورة دراسة خيار المشاركة في الائتلاف الحكومي.
وفي السياق، ليّن رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، من حدة شروطه في ما يتعلق بالزواج المدني، الأمر الذي لاقى استحسان حزب «شاس»، وهو ما فسّره مراقبون بأنه تمهيد للطريق من قبل الحزبين للمشاركة في حكومة واحدة.
ومع ذلك، لم يستبعد ليبرمان التوجه إلى انتخابات عامة إذا لم ينجح نتنياهو في تأليف حكومة موسّعة. وقال «إذا لم تؤلّف حكومة ذات قاعدة واسعة، سنكون أمام مأزق: إما إقامة حكومة ذات قاعدة ضيّقة، أو التوجه إلى انتخابات».