h1>رجّحت مسؤولية إسرائيل عن الهجوم... ونفت أن تكون القافلة محمّلة بالأسلحةتراجع السودان أمس عن اتهامه الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف منطقته الشمالية على مقربةٍ من الحدود المصرية، ليوجّه بوصلة الاتهام باتجاه إسرائيل، مع الإصرار على نفي أن تكون الشاحنات المستهدفة تحمل أسلحة متجهة إلى حركة «حماس» في قطاع غزة
في أول إقرار رسمي من جانب الحكومة السودانية بتعرض السودان لغارات جوية خلال الشهرين الماضيين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجيّة السودانيّة، علي الصادق، وقوع هجومين. وقال إن الاعتقاد الأول كان هو أن الأميركيين هم من فعلوا ذلك. وأعلن أن «السلطات السودانية اتصلت بالأميركيين فنفوا نفياً قاطعاً أن يكونوا ضالعين في الأمر». وتابع: «إن السلطات لا تزال عاكفة على التحقق من الأمر»، مرجحاً أن يكون الأمر له علاقة بإسرائيل.
وأشار الصادق إلى أنه يعتقد أن الهجوم الأول وقع في الأسبوع الأخير من كانون الثاني، بينما وقع الثاني في منتصف شباط. وقال إن السلطات لم تعرف بالهجوم الأول، إلى أن وقع الهجوم الثاني. وذكّر بأن الهجومين وقعا في منطقة قريبة من الحدود المصرية، وهي منطقة صحراوية نائية ليس فيها سكان. وأضاف أن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات. وقال إنه «ما من دليل على أن القوافل التي تعرضت للهجوم كانت تحمل أسلحة». ورجح أن تكون لتهريب البضائع، مشيراً إلى أن «الشاحنات كانت صغيرة ومن المستبعد حمل أسلحة في شاحنات كتلك».
ورأى الصادق أنه «إذا كانت إسرائيل هي المتورطة، فهي قد تحركت بناءً على معلومات خاطئة»، مفادها أن العربات كانت تحمل سلاحاً. وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة أخرى. وقال إن السودان لن يردّ على الهجمات، بينما التحقيق جار. وأضاف أن الخرطوم تحتفظ بحق الرد لاحقاً، وسترد بـ«الطرق الدبلوماسية»، عندما تتحدد هوية منفذي هذه الغارات.
أما وزير الخارجية السوداني، دينق ألور، فقال إن بلاده ليس لديها أسباب للاشتباه في ضلوع الولايات المتحدة في الهجمات. لكنه في الوقت نفسه، رفض إلقاء اللوم على إسرائيل، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية. وقال: «لا يمكننا تأكيد من نفذ الهجوم»، مشيراً إلى أن غارتين أو ثلاثاً استهدفت طرق تهريب في شرق السودان.
وجاءت التصريحات الصادرة عن المسؤولين السودانيين أمس، لتتعارض مع ما كان قد أعلنه وزير الدولة السوداني للنقل، مبروك مبارك سليم أول من أمس، عن أن طائرات أجنبية أغارت في منتصف كانون الثاني على قافلة شاحنات لمهربي أسلحةوفي السياق، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت قافلة من الشاحنات في السودان في كانون الثاني الماضي، للحيلولة دون وصول ما يشتبه في أنها شحنة أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن أسمائهم، قولهم إن إسرائيل نفذت الهجوم الذي قتل خلاله 30 شخصاً على الأقل، لوقف نقل الأسلحة إلى غزة خلال هجومها على «حماس».
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين حصلوا على معلومات سرية تفيد بأن إيران متورطة في جهود تهدف إلى تهريب أسلحة إلى غزة. وهناك تقارير استخبارية تفيد بأن مسؤولاً أمنياً من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، توجه إلى السودان لتنسيق الجهود. كذلك نقلت الصحيفة عن الناطق باسم الحكومة السودانية، ربيع العاطي، قوله إن عدد الضحايا في الغارة يفوق المئة، ونفيه أن تكون قافلة الشاحنات محمّلة بالأسلحة.
من جهتها، نفت «حماس» أي علاقة لها بقافلة الأسلحة التي استهدفت شمال السودان. وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل: «لم نتأكد بالفعل من أن هناك قافلة ضربت أو لا، لكن من السخرية ربط هذه القافلة بحماس». ورأى أن «الولايات المتحدة، وتحديداً إسرائيل، تحاول دائماً أن تغطي على أي جريمة أو عمل سياسي تقوم به، فهذه الحادثة إن وقعت فهي عمل سياسي هدفه الضغط على السودان». وأضاف: «إن كانت هناك قافلة استُهدفت، وفيها هذا العدد من القتلى، فهو أمر تحاول إسرائيل أن تستفيد منه من خلال ربطه بحماس وضرب السودان». كذلك أوضح أن «ما يؤكد كذب هذه الادعاءات، أن بين السودان وغزة توجد مصر وهي الأقدر والأولى بمنع دخول السلاح إلى غزة»، متسائلاً: «فلم هذا التهميش لمصر».
إلى ذلك، لم يتطرق مجلس الأمن الدولي للغارات التي استهدفت شمال السودان خلال الجلسة المغلقة التي خصصها لبحث الأوضاع في البلاد ليل الخميس الجمعة. واكتفى بإصدار بيان بالإجماع أعرب فيه عن تأييده لجهود الوسيط المشترك من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعملية السلام في دارفور، جبريل باسولي، وأكد أهمية استمرار العملية السياسية بين الحكومة السودانية والمتمردين فى الإقليم المتمرد. كذلك جدد تأييده للمفاوضات التى ترعاها دولة قطر، وشجع كذلك الوساطة التي تقوم بها الحكومة الليبية التي ترمي إلى تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)